بعد تغيير اسمه : بنك الإسكان يعتدي على اللُّغة العربيَّة وعلى الدُّستور

بعد تغيير اسمه : بنك الإسكان يعتدي على اللُّغة العربيَّة وعلى الدُّستور

نشر الناشط السياسي ورئيس حزب المجد عبد الوهاب الهاني المقال التالي على صفحته الرسمية حول ملف تغيير بنك الإسكان لإسمه و فيما يلي نصه : اعتداء بنكي فظيع على اللُّغة العربيَّة وعلى الدُّستور.. في دولة ينصُّ دستورها صراحة ووضوحا على أن العربيَّة هي اللُّغة الرسمية للبلاد، وتنتمي لاتِّحاد المغرب العربي ولجامعة الدُّول العربيَّة، وتدَّعي اغلب مكوِّنات حكومتها واغلب مكوِّنات برلمانها رسميًّا الدِّفاع عن الهويَّة العربيةَّ، أحد البنوك العموميَّة الثَّلاث يقرِّر تغيير اسمه من "بنك الإسكان" الى "بي ـ هاش ـ بنك" في مزج ركيك بين الأحرف الأولى الفرنكو-انجليزيَّة للتَّرجمة الفرنسيَّة وتزيُّد بنك تكرارا بالإنجليزيَّة، وذلك ليس في التَّرجمة للُّغات اللّاتينيَّة بل في التَّسمية العربية التي أصبحت ركيكة مبهمة لا روح ولا تاريخ ولا هويَّة فيها.. كما تميَّز الشِّعار الجديد للبنك بغياب الأحرف العربيَّة والاكتفاء بكلمة "بنك" مجهولة الهويَّة مع الأحرف الأولى اللَّاتينيَّة.. مرَّ التَّغيير في تسمية وشعار البنك في غفلة والنَّاس نيام، إلى أن استفاق الرَّأي العام على استعمال الإعلام للاسم المُبهم عديم الذَّوق لتقديم مسؤولي البنك في نشرات الأخبار وما تبعه من حملة استهجان استهدفت بعض وسائل الإعلام الَّتي لم تقم إلَّا بنقل الَّحوُّل اللُّغوي الممسوخ والماسخ.. "بنك الإسكان" هو بنك تونسي عريق وريث "الصُّندوق الوطني للادِّخار السَّكني"، أحد أبرز إنجازات دولة الاستقلال في مجال الإسكان للطَّبقات الشَّعبيَّة والمتوسِّطة وحتَّى المترفِّهة.. وهو بنك عمومي.. وهو في الأصل محمول، اكثر من غيره من البنوك الخاصَّة، على التَّمسُّك بهويَّته التَّاريخيَّة وبتسميته العربيَّة الجميلة الأصيلة وبدستور البلاد وقوانينها.. هذا الاعتداء هو من بين مآات الآلاف من الاعتداءات اليوميَّة على لغة البلا الرذَسميَّة والـَّّأسيس لثقافة الاستلاب والانبتات عديم الذَّوق.. دولة فرنسا على سبيل المثال وأغلب أمم العالم فرضت قانونا لحماية اللُّغة الفرنسيَّة في كافَّة مجالات الحياة.. فلماذا لا نأخذ عن فرنسا وغيرها من الأمم ـ اللُّغات أفضل ما فيها ونحمي لغتنا العربيَّة لغتنا الرَّسميَّة ونحفظ هويَّتنا وجماليَّة الذَّوق العام.. وليس في الاعتزاز بالذَّات أيَّة شوفينيَّة تمنع الانفتتاح على الآخر.. بل إنَّ الاعتزاز بالذَّات هو شرط الانفتاح والنَّهل من ينابيع الإنسانيَّة.. فأين عقلاء بنك الإسكان؟؟؟ وأين ممثلوا الدَّولة في مجلس إدارة البنك؟؟؟ وأين الحكومة؟؟؟ وأين البرلمان؟؟؟ وأين البنك المركزي التُّونسي؟؟؟ وأين الجامعات وأين مجامع اللُّغة العربيَّة وأين جمعيَّات الدِّفاع عن اللُّغة العربيَّة؟؟؟ من هذا الاعتداء الفظيع على التاريخ وعلى اللُّغة العربيَّة اللُّغة الرسميَّة للدَّولة وعلى الذَّوق السَّليم وعلى هويَّة البلاد ودستورها.. وليس في الاعتزاز بالذَّات أيَّة شوفينيَّة تمنع الانفتتاح على الآخر.. بل إنَّ الاعتزاز بالذَّات هو شرط الانفتاح والنَّهل من ينابيع الإنسانيَّة وشرط التَّعارف والتَّلاقح والثَّراء المتبادل بين الأُمم..

التعليقات

علِّق