يبدو أن الفضاءات المدرسية وأبنائنا التلاميذ صاروا مهددين  أكثر من أي وقتى مضى بوباء " المثلية الجنسية " الذي يعتبر فيروسا خطيرا قد ينخر المؤسسات التربوية إن لم يتم علاجه واستئصاله منذ البداية .
ولعل الحادثة الخطيرة التي جدت بسوسة يوم أمس الخميس خلال دخلة " الباك سبور " دليل على أن بعض الجمعيات المشبوهة تحاول التسلّل إلى مدارسنا ونفث سمومها بين التلاميذ عبر استغلال الأحداث الكبرى ، حيث عمد بعض التلاميذ إلى رفع علم " الشواذ جنسيا " خلال تظاهرة الباك سبور مما خلّف حالة من الاستياء والغضب في صفوف زملائهم وبقية الاطارات التربوية . وقد اضطر حارس المدرسة الى افتكاك العلم وحرقه رفقة مجموعة من التلاميذ الرافضين للشواذ والمثليين والمتمسكين بقيمهم الإسلامية المعتدلة .
غضب التلاميذ سببه أيضا تشويه " قدسية ورمزية " دخلة الباك سبور التي طالما تتطرق إلى القضايا العادلة والانسانية على غرار القضية الفلسطينية أو الشهيد صدام حسين أو الثورات العربية أو توجيه رسائل سياسية الى السلطة للتنديد بالقمع والظلم وغيرها من القضايا الأخرى ، ليتفاجأوا بأن كل تلك المواضيع لا تهمّ بعض الشواذ الذين دنّسوا دخلة الباك سبور عبر رفع رايتهم .
جدير بالذكر أن جمعية شمس للمثليين أصدرت البلاغ التالي للتنديد بما وصفته اعتداء تعرض له التلاميذ المثليين ، فيما يلي نصه :
"جدت اليوم بمناسبة الاحتفال ب "دخلة الباك سبور" في معهد حمام سوسة 2 بولاية سوسة حادثة نعتبرها انتهاكا واضحا لحرية التعبير واعتداء على حقوق الإنسان. إذ عمد مجموعة من التلاميذ بلمحة ردا للاعتبار للمثليين ومجتمع الميم بصفة أعم وسط تظاهرة آخر السنة التي تقام عادة تحت شعار التنديد بالقضايا الشاغلة اليوم. وما راعنا إلا قدوم حارس المعهد وافتكاك علم المثلية وحرقه رفقة مجموعة من التلاميذ بغض النظر عن التعابير والنظرات المستفزة في القيام بهذا الفعل الشنيع ولسنا نعوز إلا محاولة المسؤولين السماح بالعنف باعتبارها مؤسسة عمومية علاوة على كونها فضاءا تعليميا وتربويا بأن يسمح فيه بوقوع أعمال تشابه أعمال قطاع الطرق في فضاء لا يحكمه القانون . يا دولة القانون والدستور هنا .. هنا .. هنا وهناك تقام الدولة وتبنى على دستور يحمي كافة الحريات الفردية والحق في الانتماء الجنسي والعرقي والفكري... هنا تأتي قوانين ومراسيم ضمنية وتحتية تطبق على خلاف ما يحمي الحقوق .. هنا .. اليوم وكل يوم نعاني إفرازات الفصل 230 ومجتمع أبكم وأخرس".