بعد انتشار صور للمثليين الجنسيين : هل أصبحنا " أقوى " وأكثر تحرّرا من السويد ؟

إلى أين نسير بالضبط في هذه البلاد ؟. هذا هو السؤال الذي لابدّ من طرحه اليوم قبل غد أي قبل أن تستفحل بعض المظاهر فنجد أنفسنا ذات يوم أمام الأمر الواقع لا حول لنا ولا قوّة. فبعد أن نادت أطراف عديدة قبل الإنتخابات وبعدها بعدم تجريم استهلاك المخدرات وبقطع النظر عن الجدل القانوني والإجتماعي الذي أحدثته هذه الدعوة ها إن بعض الأطراف من المثليين الجنسيين إناثا وذكورا تخرج إلى العلن بممارسات يرون أنها عادية في منطقهم الخاص ثم يتم نشر صور لبعض المثليين في وضعيات خاصة ومستفزّة قرب قصر الرياضة بالمنزه ... وها إن بعض الأطراف من دعاة حقوق الإنسان لا تجد أي حرج في الدفاع عن هؤلاء المثليين بدعوى الحرية الشخصية وأشياء أخرى لا يمكن لمجتمعنا أن يقبلها مهما بلغ من درجات التحضّر والتقدّم والتعلّم وما إلى ذلك من مفردات .
وفي هذا الإطار قامت نجمة القوصري التي تقول إنها ناشطة تونسية في مجال حقوق الإنسان حسب موقع " تونيفيزيون " بنشر مجموعة صور لمثليين جنسيين تونسيين وهم بصدد تبادل القبل أمام قصر الرياضة بالمنزه على صفحتها الرسمية على موقع الفايس بوك بعنوان " موش من الحب نبنو قبة". وقالت إن هذه الصور تندرج في إطار بحثها الأكاديمي الذي يحمل عنوان " المواضيع الجنسية ليست طابو" وذلك للترويج للحقوق الجنسية والجسدية عبر مواقع الواب مضيفة أنه من هنا فصاعدا لا يجب الخجل في تونس من موضوع المثلية الجنسية .
وبعد الحكم على طالب عمره 22 سنة بسنة سجنا على خلفية اتهامه بالمثلية الجنسية سارع العديد من الناشطين في مجال حقوق الإنسان والحقوقيين إلى إطلاق حملة لإلغاء الفصل 230 من المجلة الجنائية الذي يجرّم المثلية الجنسية وانخرطت في هذه الحملة عدة شخصيات معروفة و قد قيل كذلك إن وزير العدل أعرب عن رغبته في إلغاء هذا الفصل .
ومن هنا نعود إلى السؤال : ماذا تريد هذه الأطراف بالضبط منّا ومن مجتمعنا ؟. وهل هي مقتنعة بما تفعل أم تقوم بتنفيذ أعمى لما تقرره لنا بعض الأطراف الأجنبية بالتعاون مع أطراف داخلية ؟. وهل تفوّقنا في التحرر والإنعتاق على دولة السويد التي عاد أهلها إلى رشدهم فلم نعد نرى عندهم ما حدث عندنا قرب قبة المنزه ؟. إن الأمر يستدعي أن تتحرّك الأطراف الصامتة وأن تتصدّى لهذا المخطط الجهنّمي الخطير الذي لو نجحت هذه الأطراف في تمريره سنقول على تونس السلام ... ورحمة الله وبركاته .
جمال المالكي
التعليقات
علِّق