بعد الأحداث العنصرية لما بعد لقاء تونس وغينيا : هذا عار وهذه ليست أخلاقنا

بعد الأحداث العنصرية لما بعد لقاء تونس وغينيا : هذا عار وهذه ليست أخلاقنا

الحصري - مقال رأي

يقول أحد أمثالنا الشعبية : " يمشي شعبان في جرّة  قعبان "  أو " تعارك سعد وسعد الله  حطّوا مسعود في الحبس " ... وهذا قد ينطبق فعلا على ما حدث بعد مباراة منتخبنا الوطني ومنتخب غينيا الإستوائية  حيث عمد البعض إلى تعنيف بعض الأفارقة من ذوي البشرة السوداء وقيل كذلك إن بعضهم قد تعرّض إلى السلب  وإلى بعض الشعارات العنصرية .
وطبعا لا يمكن لأي عاقل في تونس إلا أن يدين هدا التصرّف الأحمق الذي لا يلزم سوى من قاموا به . وإضافة إلى التنديد والتبرّؤ من هذا التصرف علينا مطالبة السلطات المعنية بمعاقبة هؤلاء المعتدين . فقد عشنا نحن التونسيين على مدى أكثر من 3 آلاف سنة من تاريخنا بعيدين كل البعد عن كافة مظاهر العنصرية . ولم نكن في يوم من الأيام نتعامل مع كافة المقيمين بين ظهرانينا على أساس الدين أو العرق أو الجنس أو اللون . بل إننا عرفنا في العالم كله بأننا بلد الضيافة والشعب الذي يتأقلم مع كافة الشعوب ومع كافة الأوضاع بسرعة البرق .
 وعلى هذا الأساس يجب علينا أن نستنكر ما حدث لأننا نؤمن بأن الماليين وغيرهم من الأفارقة المقيمين عندنا في تونس لا ذنب لهم في الظلم الذي سلّطه علينا حكم فاسد  بإيعاز من شخص أفسد منه وهو عيسى حياتو . وحتى لو فرضنا أن هؤلاء الأفارقة قد شجّعوا الفريق الغيني أو أنهم " شاخوا على التوانسة " أثناء اللقاء مثلما نفعل نحن في ما بيننا فإن ذلك لا يبرّر أبدا الإعتداء الذي يبقى دائما مرفوضا بكل المقاييس حتى من باب الأخلاق على الأقل .
جمال المالكي

التعليقات

علِّق