بعد أن رفض الباجي قائد السبسي استقباله: هل ستتأثّر علاقاتنا بفرنسا بعد الفوز الوشيك للمرشّح " ماكرون " ؟

  بعد أن رفض الباجي قائد السبسي  استقباله: هل ستتأثّر علاقاتنا بفرنسا بعد الفوز الوشيك للمرشّح " ماكرون  " ؟

 

إن تسارع الأحداث السياسية في بلادنا يجعلنا  نتساءل  بكل استغراب : هل لنا  " سياسيّون استراتيجيّون "  يستطيعون أن " يتكهّنوا " من خلال التحاليل العلمية والقراءات  الواضحة  بالتحوّلات والتغيّرات الممكنة في العالم ؟
وبكل أسف إن الجواب عن هذا التساؤل أو السؤال هو : لا ... ليس لنا هذا النوع من السياسيين الإستشرافيين الذين يقرؤون حسابا لكل شيء في عالم  متغيّر لا يستقرّ على حال .
ومثلما ذكرنا منذ حين في مقال بعنوان  " عندما يرفض الباجي قائد السبسي استقبال المرشّح الفرنسي للرئاسة ويرسل ابنه حافظ لاستقباله في المطار فقد كان " إمانويل ماكرون "  في زيارة إلى تونس يومي 6 و7 نوفمبر 2016 . وبالرغم من أنه لم يعلن آنذاك عن نيّته في الترشح إلى الانتخابات الرئاسية  الفرنسية بصفة رسمية فقد كان  العالم كلّه تقريبا يعرف أنه سيكون أحد المرشّح المدعوم من قبل الرئيس الحالي فرانسوا هولاند . وعندما كان في تونس ( ومثلما  قلنا ) فقد بحث عن لقاء العديد من الشخصيات السياسية المختلفة ومنها بالخصوص الرئيس الباجي قائد السبسي  الذي رفض أن يستقبله واكتفى بإرسال ابنه حافظ لاستقباله في القاعة الشرفية بالمطار وكان في طريق العودة إلى فرنسا على ما يبدو... وحتى خلال الندوة الصحفية التي عقدها بأحد النزل  فقد جاءه فيها  " أربعة " من الصحافيين وحوالي 20 شخصا من  الجالية الفرنسية في تونس . 
ودون الدخول في المزيد من التفاصيل نقول فقط  إن "  قصر النظر السياسي " قد يكون له تأثير سلبي على علاقاتنا مع فرنسا خاصة أن  " ماكرون "  يبدو سائرا نحو قصر الإليزيه  بخطى سريعة وتمنحه الاستطلاعات اليوم أكثر من 64 في المائة من حظوظ الفوز على ممثلة اليمين المتطرف " لوبان "  التي ترشحت معه إلى الدور الثاني .
صحيح أن هذا المرشح الشاب  ( 39 سنة ) لم يكن نجما سياسيا  أو نجما  معروفا في أي ميدان آخر. وعلى هذا الأساس  نسأل مرة أخرى : لماذا استقبله الجزائريون في أعلى مستوى خاصة عن طريق رئيس الوزراء عبد المالك سلال ووزير الخارجية  وفرشوا له البساط الأحمر؟. لماذا كان هذا المرشّح يجد الاستقبالات الرسمية في أغلب البلدان التي زارها  إلا في تونس ؟. وأخيرا لماذا استقبله الرئيس اللبناني ميشال عون رسميّا واستقبله رئيس الحكومة سعد الحريري أيضا بصفة رسميّة إضافة إلى العديد من المسؤولين اللبنانيين الآخرين ؟. هل إن هؤلاء الذين  استقبلوه  " أغبياء " في السياسة  مثلا ولا يفهمون فيها مثلما يفهم جماعتنا ؟؟؟.
ملاحظة : الصورة تجسّد زيارة " ماكرون " إلى تونس يومي 6 و 7 نوفمبر 2016  ويظهر فيها إلى جانب  أحد أهم أصدقائه  في تونس
ج – م

التعليقات

علِّق