بعد أن أصبح كل شيء بالمكشوف : هل مازال للبطولة التونسية مصداقية وإلى متى الإفلات من العقاب ؟

بعد أن أصبح كل شيء بالمكشوف : هل مازال للبطولة التونسية مصداقية وإلى متى الإفلات من العقاب ؟

خلّف السيناريو الخطير الذي انتهت عليه البطولة الوطنية لكرة القدم و المظالم والأحداث التي ميزت جولاتها الأخيرة موجة من الاحتقان لدى كل رياضي غيور لا يمكن أن يقبل بتواصل هذه الفضائح التي أفقدت الكرة التونسية مصداقيتها وإشعاعها.  ففي الشارع الرياضي التونسي  باتت  أغلبية المتابعين تعرف :  

- أن العدل والمساواة ومبادئ التنافس النزيه لم تعد  متوفرة في البطولات الكروية في جل الأقسام والأصناف.

- أن نتائج المقابلات وأسرار البطولات قد تكون محبوكة بالمسبق في الغرف المظلمة.

 - أن للكرة التونسية "مولى"  يتحكم في كل دواليبها ويغيّر خارطتها مثلما ما يريد  ويشتهي.

 -أن كل فريق يختلف معه  " مسؤوليه " ( أي مولى الكرة ) يعاني الويلات وقد يمحى أصلا من الوجود (والأمثلة هنا عديدة من هلال الشابة إلى قرمبالية الرياضية إلى مستقبل المرسى...) - وغير ذلك كثير ).

- أن هنالك في المقابل فرقا محمية ومدعمة لاعتبارات جهوية معروفة أو لانبطاح أشباه الرجال الذين يسيرونها ولخدماتهم المشبوهة التي يقدمونها لمولاهم.

- أن صيت "الحاكم" امتد بشكل غريب إلى درجة أنه وصل على ما يبدو إلى التأثير في اختيار الوزراء والمسؤولين السامين في الدولة  وحتى رؤساء وأعضاء جامعات رياضية أخرى.

  -أن منظومة كاملة  خلقت لتجسيد هذا الاستبداد في الغرف المظلمة يقودها أقرب الناس لمولى " الباتيندة " و تتكون من حكام ومراقبي مقابلات وأعضاء جامعات ورابطات ورؤساء ومسؤولي جمعيات وسمسارة.. وحتى من أشباه محامين وصحافيين و معلقين يعرفهم الجميع ممن باعوا ذممهم لتكريس الظلم أو لخدمة مصالح معينة.

  -أن بعض وسائل الإعلام دخلت في هذه اللعبة القذرة ولم  تجد أي حرج في  أن تصبح داعمة رسمية للمنظومة.

- أن بعض السياسيين و النقابيين الفاعلين ساهموا في مراحل معينة في دعم هذه المنظومة الظالمة وفي تكريس الجهويات الناتجة عنها.

- أن كل وزراء الرياضة وحتى رؤساء الحكومات ورؤساء الدولة الذين تعاقبوا على مواقع المسؤولية في السنوات الفارطة لديهم على ما يبدو علم بأوضاع كرة القدم التونسية وملفاتها الخطيرة جدا.. لكن رغم هذا الواقع المرير فلا القضاء ولا أي كان ممن يقودون البلاد تجرأ إلى حد الآن على فتح هذا الملف الخطير لكرة القدم التونسية الذي قد ينفجر بشكل مرعب.

هذه أذن بعض الأوجه من بطولتنا المريضة التي تفوح رائحتها منذ سنوات بأبشع ما يكون ... ورغم ذلك ما زل بعضهم لا يجد أي حرج في الإدعاء بأن بطولتنا هي " أفضل " وأقوى بطولة في العالم العري وفي القارة الإفريقية.

إن بطولة بهذه المواصفات يمكن أن تكون الأولى لكن في الظلم والقهر وتكريس الجهويات وغرس الحقد بين أبناء الشعب الواحد ... الأولى في " التكمبين " والحسابات والقفّة ... وعدة أشياء أخرى .

جمال المالكي

التعليقات

علِّق