بطولة " في المهموتة " : إلى متى سيظلّ وديع الجريء أقوى من الدولة و الوزارة ومن السبسي والشاهد معا ؟ !!

بطولة " في المهموتة " : إلى متى سيظلّ وديع الجريء  أقوى من الدولة و الوزارة ومن السبسي والشاهد  معا ؟ !!

 

دارت يوم أمس كما هو معلوم الدفعة الأولى من  الجولة الأولى للبطولة الوطنية لكرة  القدم ( أو بطولة باطام باعتبار أن العديد من جولاتها تدور على أقساط تصل إلى 4 أو 5 أيام في الأسبوع ) . إلا أن ما يلفت الانتباه أن هذه الدفعة مضت تحت جنح الظلام " ولا من شاف ولا من دري " مثلما يقول الأشقاء في مصر . فبسبب خلاف قديم متجدد بين الجامعة والتلفزة  قرّر إمبراطور الكرة والحاكم بأمره  وديع الجريء  ( ومعذرة للإمبراطور الحقيقي طارق ذياب على هذه الاستعارة ) أن يحرم عشاق الكرة وعددهم بالملايين من متابعة  نواديهم  سواء عن طريق البث المباشر لمباراتين على الاقل أو عن طريق اللقطات  والصور التي لم نجد لها أي أثر حتى في شريط الأنباء حيث تم إعطاء النتائج جافة حافية بلا طعم ولا معنى ولا رائحة .
وبقطع النظر عن الخلاف الذي بات أغلب الناس يعرفون تفاصيله فإنه ليس من حق رئيس الجامعة أن يتعسّف على شعب كامل بقرار غريب مثل هذا . وقد يكون على صواب في خصوص خلافه مع التلفزة التي نعرف أنها  تملك حقوق البث والتصوير وتمرير ما تراه صالحا في برامجها الرياضية وأهمها الأحد الرياضي فقد كان على الجريء أن يلجأ إلى القضاء طلبا للإنصاف دون أن يعطّل ما ينص عليه العقد المبرم مع التلفزة ودون أن يضع نفسه وصيّا على الشعب أو حاكما مستبدّا يمنّ عليه بمشاهدة الكرة متى شاء ويقطع عنه حنفية المشاهدة متى يشاء . ففي كافة بلدان العالم هناك عقود وضوابط وأخلاقيات في التعامل لا بدّ من صونها وليس التعسّف عليها  مثلما يفعل هذا الوديع الذي لم نر من وداعته سوى الجبروت والتعنّت و " صحّة الراس " .
أما ما " يقهر " في الحكاية كلّها فهو غياب الوزارة والحكومة ورئاسة الجمهورية عن كل هذا الذي يحدث . نحن نعرف أنه ليس من حق السلطة التدخّل في شؤون أي هيكل رياضي منتخب خشية أن يسلّط الاتحاد الدولي لكرة القدم عقوبات علينا تحرمنا من المشاركات الاقليمية والدولية  لكن نعرف أيضا أن  ما يقوم به "  وديع الشرس  " لا يدخل في إطار تسيير هيكل رياضي منتخب بل في تخريب هيكل رياضي جعل مبدئيّا  لخدمة الرياضة وكرة القدم بالخصوص وليس لخدمة المصالح الخاصة على ظهر الرياضة .  وعلى هذا الأساس كان على السلطة ممثلة في وزيرة شؤون الرياضة أو رئيس الحكومة أو رئيس الجمهورية أن تتدخّل لدعوة الجريء إلى الكف عن " الشطيح "  الذي دوّخ به التونسيين منذ أن جاء على رأس الجامعة . ودون أدنى شكّ فإن ما يقوم به يدخل في إطار الشأن العام الذي لا نعتقد أنه لا يهمّ السلطة بل هو من صلب اهتمامها ومن  قلب واجباتها .
ومن جهة أخرى لا نعتقد أن هذه المعركة بينه وبين التلفزة تهمّ 10 أشخاص في هذه المؤسسة  بل تهمّ كافة الفرق الرياضية المعنيّة  التي عليها أن تطالب الجامعة بحقوقها ومن أضعفها أنها ستحرم من مبالغ مالية معيّنة تعينها على همّ الزمان طالما أن التلفزة لا تبث لها لقاءات . كما أن المسألة تهم أيضا الرابطة والأمن وكافة الأطراف التي لها مسؤولية في كرة القدم إذ أنه  سيستحيل على أي طرف أن يصدر عقوبة مهما كان نوعها على أي طرف مذنب طالما أن الأمور تسير " في المهموتة " بلا تصوير ولا هم يحزنون .  ونختم من  حيث بدأنا لنسأل للمرة  الألف : إلى متى سيظل هذا الشخص أقوى من الدولة والوزارة ورئيس الحكومة ورئيس الدولة ؟.
جمال المالكي

التعليقات

علِّق