غريب ما يحصل داخل  مجلس نواب الشعب في الاسابيع الاخيرة  وفي وقت تشهد فيه البلاد وضعا أمنيا واجتماعيا وسياسيا دقيقا معقّدا ، يواصل عدد كبير من النواب غيابهم عن  جلسات المجلس او أعمال اللجان القارة والخاصة مقابل حضور مكثف لكتلة ونواب حركة النهضة وهو ما جعلهم ينفردون بمناقشة مشاريع القوانين وتقديم المقترحات خصوصا في أهم مشروع معروض على انظار مجلس نواب الشعب المتعلق بالانتخابات والاستفتاء والحصانة والقوانين البرلمانية والقوانين الانتخابية .
وقد طرح غياب النواب العديد من التساؤلات ، لكن يبدو أن تأخر الحسم في تركيبة اللجان القارة والخاصة مع تغيير موازين القوى بين الكتل من اهم الاسباب باعتبار ورود عديد الطلبات من النواب لتغييرهم من النواب .
جدير بالذكر ان الغيابات المتواصلة تسببت في تعطيل عملية تركيز الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب بعد فشل اللجنة في الاجتماع للمرة الرابعة على التوالي ، حيث حضر 4 نواب  فقط ثم التحق بعد ساعتين 10 نواب اخرين بعد اتصالات والحاح من قبل رئيس اللجنة بدر الدين الكافي ، كما استمعت اللجنة الخاصة للتونسيين بالخارج لممثلين عن وزارة الداخلية خلال اجتماعها عشية امس بحضور ستة نواب فقط وهم توفيق الجملي عن الاتحاد الوطني الحر واربعة نواب من حركة النهضة وخولة بن عائشة عن الكتلة الحرة ، فضلا عن تعطل تمرير عديد المشاريع والقوانين الاخرى المهمة بسبب تواصل غياب النواب وتفضيل البعض الاخر منهم الراحة والاستجمام او الظهور في وسائل الاعلام .