بسبب الصراعات الداخلية والزعامات : هكذا تحوّل المواطن من معشوق الأحزاب إلى آخر من تفكّر فيه الأحزاب ؟

الحصري - مقال رأي
يبدو أن المواطن التونسي الذي كان إلى وقت غير بعيد معشوق الأحزاب السياسية أصبح اليوم آخر ما يمكن أن تفكّر فيه هذه الأحزاب . فبمجرّد أن انتهت الإنتخابات وأخذت كل يد أختها ابتعدت جلّ الأحزاب السياسية إن لم نقل كلّها عن الناس سواء الذين انتخبوها أو الذين لم ينتخبوها .
وبمناسبة الكارثة الطبيعية التي حلّت بجزء كبير من هذه البلاد ألا وهو الشمال الغربي انتظرنا من كافة الأحزاب أن تفصح عن موقفها حتى من خلال بيانات على غرار ما فعلت حركة النهضة التي لم تكلف نفسها غير بيان يتيم الأب والأم لتسجيل حضورها مع الأحداث لا غير . أما بقية الأحزاب وخاصة الكبرى منها فلم نر منها شيئا . وحسب أحد المنتمين إلى الحزب الفائز في الإنتخابات وصاحب أكبر نصيب من السلطة فقد طالبت كوادر من هذا الحزب بإدراج ما حصل في الشمال الغربي بجدول أعمال إحدى الجلسات لاتخاذ موقف واضح ورسمي من تلك الأحداث . إلا أن تلك الكارثة تم تناولها بصفة عرضة خلال الإجتماع مما أدى إلى تململ وغضب لدى الكثير من كوادر وقواعد النداء الذين باتوا يحسون بالغبن والحسرة عمّا يصفونه بأنه ابتعاد تدريجي من الحزب عن الناس الذين انتخبوه .
أما الحزب الثالث من حيث عدد نوابه بمجلس نواب الشعب الإتحاد الوطني الحر فلم نر له تحركات عاجلة رغم محاولات نوابه من الشمال الغربي البحث عن حلول . وأما الجبهة الشعبية التي عرفت في عهد حكم " الترويكا " بالجعجعة والصياح والمعارضة حتى لمجرد المعارضة أحيانا فلم نلمس منها موقفا واضحا وصريحا وناجعا . ولولا أنه تفطّن بعد 10 أيام إلى أن فيضانات ما اجتاحت بوسالم ومناطق أخرى وذهب في زيارة إلى هناك لأطلق البعض فعلا برقية تفتيش في حمّة الهمامي الذي تساءل الكثير أين كان و عن سبب صمته الرهيب ليس في خصوص ما حدث في الشمال الغربي فقط بل في خصوص موقفه من الكثير من الأمور التي حدثت وتدخل في إطار الشأن العام .
وسواء تعلّق الأمر بنداء تونس أو بالنهضة أو غيرهما فإن الواضح اليوم أن أكبر الأحزاب التي من المفروض أن تكون في الصفوف الأولى في كل ما يتعلق بالشأن العام باتت في آخر الصفوف لأنها منشغلة عن المواطن بمسائل أخرى على غرار الصراعات على المناصب والزعامات .
جمال المالكي
التعليقات
علِّق