برامج الطبخ في رمضان : تكريس للتفاوت الطبقي وقهر مباشر للفقراء وحتى الأغنياء لا يهتمون بها ؟

برامج الطبخ في رمضان : تكريس للتفاوت الطبقي وقهر مباشر للفقراء  وحتى الأغنياء  لا يهتمون بها ؟


مع حلول شهر رمضان من كل شهر تتسابق القنوات التلفزيونية  في تخصيص برامج تعنى بالطبخ  فتجلب لها وجوها فنيّة معروفة بدعوى أنها ستضمن  الفرجة لهذه البرامج .
ولعلّ ما يلاحظ منذ أن نزل آدم على هذه الأرض تاركا الجنة بكل ما فيها أن هذه البرامج لا معنى لها أصلا لعدّة أسباب لعلّ أهمّها :
-  أنها تروّج للتبذير على عكس كافة الدعوات الهادفة إلى ترشيد الاستهلاك في شهر رمضان وعدم الانسياق وراء الشهوات .
-  أنها تقدّم أكلات " خياليّة " أي ليست في متناول 50 في المائة من الشعب التونسي على الأقل ولكم أن تلاحظوا المكونات التي يجلبها  معدّو هذه البرامج لتتأكّدوا  أن وجبة إفطار واحدة تساوي أجرة عامل حظائر في شهر كامل .
-  أنها تكرّس التفاوت الطبقي إذ تعرض على المشاهدين أشياء لا يعرفها الكثير منهم إلا من خلال الروايات أو الصور  وهذا يغذّي  الشعور بالغضب من قبل الفقراء إزاء كل شيء .
- أنها تتجاهل أكثر من نصف الشعب الذي لا تهمّه تلك المأكولات أصلا لأنه غير قادر عليها . وهنا لنا أن نسأل : هل رأيتم في حياتكم  قناة تونسية  ( وربما في العالم أيضا ) واحدة قدمت لنا كيفية طبخ " شكشوكة " أو أية أكلة شعبية من الأكلات التي يقدر عليها الفقراء ؟.  طبعا لا لأن هذه القنوات كانت وما زالت تعيش في كوكب  بينما يعيش المشاهدون في كوكب آخر.
-  أنها تتوجه إلى جمهور أغلبه لا يهتمّ  بها لأنه قادر على إعداد أو شراء أكلات أحسن منها وبالتالي هو ليس في حاجة إلى نصائحها  أصلا .
- أنها  تمرّر في أسوأ الأوقات وهو عندما تكون ربات البيوت داخل مطابخهنّ فهل تتصورون أنهنّ سيتركن  كل شيء من أجل متابعة برنامج  قد لا يضيف لهنّ  أي شيء ؟
وتبقى لنا في النهاية ملاحظة وهي : إذا كانت  للقنوات الخاصة ربما بعض الأعذار باعتبار أن  فقراء البلاد ومتوسّطي الحال لا يعنون لها شيئا  فأي عذر يجعل القناة العمومية تندفع في هذا النهج وتدخل السباق وتنفق   آلاف الدنانير من المال العام من اجل برنامج لا يخدم الصالح العام بل يقسّم  التونسيين وربما يزرع بينهم  بذور الشقاق والغضب .
ج – م

التعليقات

علِّق