بالطول بالعرض الترجي يكسر غرور الأهلي ويجبره على قبول " السنّة والفرض "

بالطول بالعرض  الترجي يكسر غرور الأهلي ويجبره على قبول " السنّة والفرض "


عندما انتهي لقاء برج العرب بفوز الأهلي فوزا مغشوشا ومسروقا استقرّ على نتيجة   ثلاثة أهداف لهدف واحد ترسّخت لدينا قناعة في أن " فريق القرن " لم يكن يساوي شيئا لولا هدايا " حكّام القرن " وأولهم مهدي عبيد الشارف  الذي تجرّا على السرقة العلنيّة أمام أنظار مئات الملايين وتسبب بتلك السرقة في قهر ملايين  آخرين .
وطوال أسبوع كامل لم يكن الحديث في تونس إلا عن المظلمة والقهر والحيف  وعن الخوف أيضا ... الخوف من أن يتواصل الظلم حتى في عقر دارنا بما أن " الكاف " هيّأت كافة الظروف الملائمة لتواصل الظلم فلم تجد مثلا في هذه الدنيا مكانا آخر يقضي فيه الحكم الأثيوبي ليلته غير  القاهرة  معززة بذلك الشكوك في أن هذا الاتحاد يعمل بكل جهده على إهداء اللقب للنادي " القاهري " الأهلي المصري .
وعندما دقّت ساعة الجدّ بملعب رادس أدرك أغلبنا منذ الدقائق الأولى أن الأهلي ليس الأهلي وأنه لا يملك شيئا سوى الإسم العالي وأن هزمه يبقى من مشمولات الترجي ليس إلّا . ومع مرور الوقت تأكّد لدينا أن الحكم لم يأت إلى تونس ليلعب بمستقبله وسمعته من أجل عيون الأهلي أو عيون الكاف طالما أنه ما زال يحمل طموحا في أن يحكّم لقاءات أخرى في مستويات عالمية أخرى .


ولم يكن خوف التونسيين مع مرور الوقت من الأهلي أو من الحكم بل من لاعبي الترجي الذين لاحوا  خلال الشوط الأول مكبّلي الأرجل ... خائفين أكثر من اللازم وقد يكونون معذورين لأن المعادلة كانت صعبة جدا بين أن يسجّل الترجي مبكّرا وأن يحافظ على شباكه نظيفة لأن قبول هدف كان يعني بلهجتنا العاميّة " باع وروّح " . وفي الوقت الذهبي بالنسبة إلى الترجي والقاتل بالنسبة إلى الأهلي يأتي سعد بقير من وراء البحار فيخضع " الشناوي " لمشيئة الترجي  ويعود الجميع إلى حجرات الملابس بحسابات أخرى ونظرات أخرى و " عقابات " أخرى .
ومرّة أخرى يخرج " الجنّ الأزرق " الذي لم يقرأ له الأهلاويون حسابا ويسجلّ بالرأس رغم أنه أقرب اللاعبين إلى الأرض ومن مكان كان يوجد فيه أطول لاعب على وجه الأرض " كوليبالي " الأهلي الذي لا أحد يعرف  لماذا قرصته نحلة في ذلك الوقت بالذات فترك مكانه متجها نحو البدري على خط 16 مترا وترك  المجال مفتوحا للدغ الشناوي من نفس الجحر مرّتين لا يمكن له أن ينساهما طوال حياته .


وبعيدا عن الأمور الفنية والتكتيكية والحسابية ... والغيابات والحضور والتغييرات وكل هذه الأمور التي يركّز عليها المدربون فقد خرجنا البارحة بعدة استنتاجات لعلّ أهمها :
- عندما يهاب فريق فريقا آخر حتى لو كان هذا " الآخر " في أسوأ حالاته فهو ( أي الفريق الأول ) يستنقص من قيمته بنفسه وبالتالي من الصعب جدا أن يهزمه .
- عندما يؤمن فريق بقدرته على قلب الطاولة على كلّ الخصوم من خلال الرغبة والعزيمة و " أكل العشب " فإنه يقدر على ذلك رغم أنف الخصوم .
- عندما يدفع الجمهور لاعبيه طوال الوقت ودون الحط من معنويات من يخطئ منهم في تمريرة أو فرصة تسجيل فإن النتيجة ستكون إيجابية مثلما حدث ليلة أمس في رادس .
- عندما يكون الحكم " راجل " بأتم معنى الكلمة وله شخصية قوية ويتّصف بالرغبة في العدل والإنصاف فإنه يخرج من اللقاء " راجل " ويبقى حديث الناس في العالم كلّه . ولا شك أن الحكم الأثيوبي لم يكن " ناقص خبز " مثلما ظنّ بعض المصريين  فكان منصفا وعادلا وأعطى الحق لكلا الفريقين دون مجاملات ولا هدايا ولا قسوة أو ظلم .
- عندما تتوفّر الظروف الطبيعية الملائمة ويتوفّر حكم  عادل ويؤمن الترجي بقوّته وضعف الأهلي في هذه الفترة فإنه يفوز عليه " بالثلاث   " ويحقق ما كان البعض يعتقد أنها معجزة في ظل كل ما راج حول " العزم القاطع للاتحاد الإفريقي على إهداء اللقب إلى الأهلي " بالرغم من أنه أظهر رياضيّا أنه ليس أهلا له .
- عندما تتحد الجماهير التونسية بمختلف مشاربها ( باستثناء  بعض الاستثناءات التي لا تقبل أن تشجّع  " الأعداء " مهما كانت الظروف ) وتساند فريقا تونسيا يحمل رايتنا جميعا في هذا النهائي فإن النصر سيأتي لا محالة ولا جدال ... وهذا ما حصل وما أسعد به أعلب التونسيين في ليلة من التاريخ لن تنسى .
جمال المالكي

التعليقات

علِّق