بقلم نور الدين بن منصور

باب سويقة من أقدم احياء العاصمة   يطلق عليه ربط  باب سويقة. كان هذا الربط محاطا بعدة ابواب اغلبها مكون من ثلاث ابواب واحد كبيرين يمر من العربات وبابين صغيرين للمشاة.  كلمة سويقة لها معنيين اولا معنى ساقية صغيرة لان اغلب مياه الامطار المنحدرة من باب العلوج و باب بنات تصب في بطحاء باب سويقة. الحقيقة ان باب بنات الاصلي مكانه حذو باب العلوج. تسميته تعود  الى وجود مقبرة صغيرة ذات سور دائري ارتفاعه حوالي متر خارج سور باب العلوج. في هذ  للمقبرة مدفون بها  بنتان كافحتا الاستعمار الاسباني. بطحاء باب العلوج  قبالة مستشفى الفرنسيين او شارل نيكول كان يباع بها العبيد البيض الذي اطلق عليهم اسم العلوج اما العبيد السود فكانوا يباعون في سوق البركة الحالي في بطحاء سوق المسوغ. هذا السور المتمد الى باب الخضراء من جهة والى القرجاني من جهة اخرى. وقع هدمه باذن من بوقيبه بتعلة تعصير المدينة.

باب سويقة كانت قلب تونس و كانت مركز الحركة الوطنية ضد الاستعمار  واغلب شخصيات تونس كانت هناك من مختلف الاتجاهات و المهن و السياسيين. فمكتب الحبيب بورقيبة كان على أمتار من ساحة باب سويقة بجانب صيدلية بن حموده أما مكتب صالح بن يوسف كان قبالة مدخل سوق سيدي محرز ووقع هدمه بأذن من بورقيبه و كذلك تم هدم ساحة باب سويقة . باب سويقه كان هذا الربط معقل الحركة الوطنية في العهد الاستعماري ومنها انطلقت المظاهرات الشعبية مثل 9 افريل ومناهضة التجنيس وغيرها من المظاهرات والاحتجاجات.
ومن سكان باب سويقة وما جاورها نجد عدة شخصيات وطنية ومناضلين مثل المنجي سليم ،الطيب السحباني؛ علي بلهوان،الطيب المهري ( هو مؤسس المستقبل الاسلامي الذي كان ناديه نهج باب  الاقواس) سمي بعد ذالك مستقبل  المرسى وكان وقته  الترجي اسمه الترجي الرياضي دون كلمة التونسي ومقره كان مكتب بفندق العياشي بباب سويقة وكا الزي احمر واصفر وفي اوائل و اواسط الخمسينات كان احسن فريق في تونس نادي حمام الذي يترأسه صلاح الدين باي والامين باي وفي تلك الفترة انهزم الترجي امام ساو كرستفاو من البرازيل ب  11ب0 وتعادل نادي حمامالانف مع هذا الفريق.
ثم ان أغلب الفنانين بمختلف نشاطاتهم من موسيقيين  وممثلين  ومغنين و لادباء كانوا من سكان باب سويقة مثل علي الدعاجي،احمد خيرالدين و مصطفى خريف ومحمد المززوقي والمطربين  والموسقيين علي الرياحي،علية،صيحة،،شبيلة راشد،رضا القلعي ،المقراني، صالح الخميسي وعزالدين ادير وحمادي الجزيري  والجزيري صاحب الحضرة ومحمد ادريس والموسيقار العقربي والمرحوم الممثل القدير المنصف السويسي والحكيم بن ميلاد مؤسس الحزب الشيوعي. وبنهج القعادين الشارع المطلّ على باب سويقة سكن كلّ من صادق  مازيغ مترجم القرآن إلى الفرنسية و نورالدين خضر مؤسس تيّار اليسار أفاق وصالح المهدي الموسيقار و الوافي شيخ المالوف والمسرحي الكبير المتهني والفنان الشعبي جرمانة و حبوبه و االفرزيط وعبد الحميد قياس واللغبابي وغيرهم.
ومن الرواد باب سويقة عبد العزيز العروي والذي تعاون مع السلطات الفرنسية و عفى عنه بورقببه لانه من المنستير مثله. ثم لاننسى المؤرخ احمد ابن ابي الضياف والشادلي القليبي.
كان بعض الأدباء والمسرحيين لهم دكاكيين يتقابلون فيها وهي موجودة بنهج القعادين المطل على ساحة باب سويقة ثم لا ننسى مقهى تحت  السور التي كانت مربط أغلبهم و من  روادها العقربي  و كاربكا  وكثير من أهل الفن والأدب.
الخمر والتكروري كانا مستباحا ايام الاستعمار
ثم لابد أن نذكرالمفكر محرر المرأة الطاهر الحداد اصيل الحامه الذي كان باتصال مباشر مع رواد حركة الاصلاح وكانت مقابلاتهم بمقهى تحت السور. من رواد هذه المقهى الشاعر الكبير بيرم التونسي
ثم لا ننسى محمد علي الحامي مؤسس أول نقابة عمّال في العالم العربي حيث كان هو رفيقه بلقاسم القناوي من رواد باب سويقة. أول إجتماع نقابي به محمد علي كان مخزن في شارع باب بنات وهو الآن مقهى سيدي بوسعيد بشارع باب بناتو كان وقتها مخزنا  وكان إجتماعه الثاني بسوق الحرارية في مدخل أوّل سوق سيدي محرز
ثم لا ننسى اسماء بعض الصعاليك امثال علي شورب
سكان ربط باب سويقة كان اغلبهم من الطبقة العريقة من تجار ومتعلمين ومدرسين وحرفيين وهناك عائلات من اصول عثمانية او علوج تبنوهم البايات وصاروا من اعيان القوم  وهناك جزء من السكان اصيلي الجنوبب خاصة من الحامه وقابس ومطماطه والدويرات و ورغمه
فتوّة و صعاليك باب سويقة
وفي ذالك الوقت كان هناك نوعان في باب سويقه  من" البنديه" النوع الاول لهم قدرة بدنية فائقة و يسمونهم رجال صحاح والبعض الاخر احترف الملاكمة مثل المذيع براهيم المحواشي وبن سعيد والبحري و الطاهر غانجو وصالح عباس و الحبيب بن ساسي و حطاب الحريزي وهؤلاء الثالثة اصيلي الحامه وغيرهم والنوع الثاني هم باندية المخازن مغرومين بتربية الكباش و يتعطون التكروري والبوري ...