اي رئيس لأي حكومة؟؟؟؟

اي رئيس لأي حكومة؟؟؟؟

بقلم: صباح توجاني المديوني

يستبعد بعض المتتبعين للشان المحلي ان يعلن يوم السبت، الرباعي الراعي للحوار عن اسم رئيس الحكومة الجديد الذي سيخلف حكومة الترويكا بعد ان قدم علي العريض استقالة حكومته منذ 23 اكتوبر الماضي مثلما نصت على ذلك بنود خارطة الطريق التي اقترحها الرباعي وامضت عليها الأحزاب السياسية المشاركة في الحوار واولها حركة النهضة التي تقود الإئتلاف الحاكم.
ويعزى تشكيك المحللين السياسيين في توصل الفرقاء الى التوافق بشان الشخصية الوطنية التي ستراس حكومة الكفاءات المستقلة، الى عدة عوامل تبدو جد منطقية باعتبار ايستنادها الى معطيات واقعية. فالنقاشات الحادة التي تسيطر على اعمال الحوار الوطني وعدم رضاء هذا الشق بالأسماء التي يطرحها الشق اللآخر، واطلاق الإشاعات بخصوص تراجع احدى الشخصيات عن قبولها المنصب، وطرح مسالة عائق التقدم في السن كسبب لتحييد بعض المرشحين...كلها مؤشرات تعمق شكوك الملاحظين في امكانية الإعلان عن اسم واحد لشخصية واحدة تم التوافق بشانها لتراس الحكومة الجديدة.
وما من شك ان بعض الأحزاب في السلطة وخارجها لم تعد تستنكف من عقد اجتماعات داخلية لإصدار مواقف موحدة حتى لا تنخرم من الداخل او ربما تنقلب عليها قواعدها الشابة التي صارت لا ترتهن الى سلوكيات الكبار من قادتها.
اجتماعات الأحزاب افضت الى تقوية جدار الصد لديها، فهي ترفض كل ما يقترحه الطرف الأخر، لأنها ترى في كل موقف له، سعي محموم ابسط نفوذه هو تحقيق نصر سياسي حزبي ضيق، وهي بذلك تقيس على قدر مناوراتها المكشوفة، ملتحقة بذلك بمن تتدعي انه يعمل على تكريس احلامه بتابيد السلطة.
وفي هذا السياق، تبرز اللقاءات المتتالية التي عقدها شيخا السياسة التونسية الباجي قائد السبسي رئيس حركة "نداء تونس" المعارضة، وراشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الحاكمة، وهي لقاءات لم تعد تثير انتباه الراي العام لإعتبارات عدة لعل اهمها ان الرجلين لم يخرجا الى اليوم باتفاق واحد يؤكد نيتهما التحالف مستقبلا او تكوين جبهة انتخابية واحدة تضمن لكل واحد الفوز بفضل انصار الأخر.
يلتقي الشيخان ويتحدثان طويلا ولا يخرجان بتوافق يروي عطش التونسيين الى انتهاء الأزمة وهدوء الأحوال، وكانما الزعيمان لا يستطيعان اتخاذ مواقف تلزم حزبيهما او لكانهما لا يتحدثان عن الوضع الحالي عن الحوار الوطني وعن الرئيس المقترح للحكومة الجديدة...فلا تزال حركة النهضة متشبثة بعدم ترشيحها لأي شخصية وكذلك الشان بالنسبة لنداء تونس، الا ان الكبيران يميلان الى اسمين مختلفين لا يعارضان توليهما السلطة، بما يعني ان الخلاف بين الحركتين لا يزال على اشده ومن يدعي ان المرحلة المقبلة ستقتصر على الإستقطاب الثنائي انما هو خاطئ وجاهل بثنايا السياسة المحلية وتشعباتها.
والواضح ان لكل تيار فكري انتظاراته من رئيس الحكومة الجديد الذي سيخلف حكومة الترويكا بقيادة النهضة التي قال زعيمها ان حزبه ترك الحكم ولم يترك السلطة وفي ذلك اشارات متعددة الوجهات للحلفاء والأعداء...فهل تقبل النهضة بتسليم الحكم لشخصية مستقلة، رشحها حزب من المعارضة، وتكون بذلك قد انقلبت على الشرعية وعلى نفسها؟؟؟
واي تاثير لذلك على قاعدتها المنتفضة عليها، والرافضة للتنازل عن السطة؟؟؟ 
 اما السؤال الذي غفل عنه الجميع : فهل يزكي رئيس الدولة محمد المنصف المرزوقي، في اطار صلاحياته القليلة جدا، التشكيلة الجديدة للحكومة المقترحة من طرف احزاب معارضة اكلت لحمه وتعشت به مرارا طوال عامين من حكمه؟؟؟؟

 

التعليقات

علِّق