امتحانات أخر السنة الجامعية : كم تنفق العائلات من أجل نجاح أبنائها؟

امتحانات أخر السنة الجامعية : كم تنفق العائلات من أجل نجاح أبنائها؟

كثيرا ما تهتم العائلات التونسية بالمصاريف التي تنفقها في هذه الفترة بغاية الاحتفال بنجاح أبنائها في امتحانات أخر السنة الجامعية غافلة عن الأمر المتمثل في أن هذه النفقات تنخرط في سلسلة طويلة تبدأ من انطلاق السنة الجامعية. و حتى قبل ذلك مع الدروس الخصوصية التي ترهق الجميع.

فلنسميه أحمد. عمره 54 سنة و يشغل خطة مهندس مساعد في أحد المدن الساحلية التونسية أب لثلاث بنات. كلهن تواؤم و كلهن توفقن في الدراسة في نهاية هذه السنة الجامعية. الأولى في الطب و الثانية في الصيدلة و الثالثة في البيولوجيا. يقول أحمد " من الواجب علي أن أحتفل ككل سنة بنجاحهن و أِؤمن مصاريف الامتحانات" مضيفا "وهنا  يكمن الخلاف مع  زوجتي التي  تقول أن المبالغ التي يتوجب علينا دفعها بالمناسبة هي من قبيل "المرة في الفال"".   و مؤكدا : "و لكنني غير موافق لأن الأمر يتكرر. فأنا أنفق ما لا يقل عن 2000 دينار في نهاية كل سنة لإرضاء العائلة"

" ألفي دينار بين طباعة الرسائل الجامعية وتقارير ختم الدراسات الجامعية و إعداد المشروبات و الحلويات ليوم المناقشات. و حتى الزهور التي تهدى للأساتذة و الموظفين" يتذمر أحمد الذي يذكر كذلك ما يتوجب اقتناؤه لكل الضيوف الذين يتوافدون على بيته للتهنئة و المباركة " مؤكدا على أن نفقات نهاية السنة هي كالشجرة التي تخفي الغابة.

دون الحديث عن "السهرة" التي تنوي زوجتي تنظيمها و التي ستدعو إليها العائلة   و الأصحاب و التي بالطبع ستكون بحضور عازف و مطرب". سهرة ستكون مشفوعة بعشاء في بيته.

يشير أحمد أن نفقات بناته الثلاث تبدأ انطلاقا من السنة الجامعية مع "كراء بيت للإقامة      و الأكل ثم نفقات الكهرباء و الغاز و الماء و مصاريف تنظيف البيت و النقل و..." حامدا الله على أن البنات الثلاث تقمن و تدرسن بنفس المدينة الجامعية أي مدينة المنستير التي تبعد ستين كيلومترا عن مكان إقامته. " و الحال قد يكون أصعب لو كانت كل بنت تدرس في مدينة مختلفة. وهو  الوضع الذي يعيشه أخي الذي يشكو الأمرين".

1500 دينار شهريا

و خلاصة القول أن المبلغ الذي يخصصه لدراسة بناته الثلاث لا يقل عن 1500 دينار شهريا يتم تقاسمه مع زوجته التي تشتغل ممرضة و التي أجبرت على القيام بساعات إضافية دون اعتبار العمل ليلا خلال يومين في الأسبوع في مصحة خاصة.

وذلك بعد "معاناة" أخرى تسمى الدروس الخصوصية و التي يقول أحمد جازما أنه "لا يمكن دونها الحصول على مجموع النقاط اللازمة لاختيار شعبة من الشعب التي تتوفر على فرص تشغيل مؤكدة يبحث عنها الناجحون في الباكالوريا على الأقل أكثرهم مثل الطب والهندسة.

لم يتمكن من الحصول عن شعبته المفضلة

و تفيد بعض الأرقام في السياق أنّ معدل المبلغ الذي يدفعه كل تلميذ البكالوريا للدروس الخصوصية تأتي حسب رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك لطفي الرياحي في تصريح منذ ثلاثة أشهر لـجريدة "الترا صوت"   خلال فترة المراجعة فقط يتراوح بين 1800 دينار و3000 دينار.

هذا وقد أفادت ولية عند استجوابها من الإذاعة الوطنية في شهر ماي 2024 أنها أنفقت ...قرابة 15 000 دينارا لتأمين دروس خصوصية لفائدة ابنها قبل أن يجتاز امتحان الباكالوريا. و أنه بالرغم من هذا كله فهو لم يتمكن من الحصول على شعبته المفضلة.

محمد قنطاره

التعليقات

علِّق