الوضع الوبائي في تونس : ضعف صارخ لديبلوماسيتنا ومنظمة الصحة العالمية تتخلّى عنّا وتتركنا إلى مصيرنا ؟
تشير المعاينات والأرقام والمعطيات المفزعة للوضع الوبائي في تونس إلى الضعف الفادح الذي يطغى على ديبلوماسيتنا وعلى عدم احترام مبدأ العدالة من قبل منظمة الصحة العالمية في توزيع لقاحات كوفيد في إفريقيا.
وهذه بعض الأرقام المهمّة جدا نقدّمها للإفادة ومنها على سبيل المثال :
- وفّرت منظمة الصحة العالمية وإلى حدّ اليوم حوالي 17 مليون جرعة من اللقاح للقارة الإفريقية عن طريق برنامج أو منظومة " إيفاكس " .
- إلى حدّ اليوم تم تسجيل حوالي 120000 حالة وفاة بفيروس كورونا في إفريقيا منها حوالي 11000 في تونس وحدها .
- تلقّت تونس حوالي 200000 جرعة من قبل منظمة الصحة العالمية ( كوفاكس ) مقابل حوالي 10 بالمائة من حالات الوفاة في إفريقيا .
- باحتساب عدد السكان في البلدان ( بالمليون ) فإن تونس هي الثانية في نسبة حالات الوفاة في إفريقيا .
- بمنطق أو بمبدأ العدالة من قبل منظمة الصحة العالمية فقد كان من المفروض أن يحصل البلد الثاني في ترتيب البلدان المتضررة ( تونس ) على نسبة 10 بالمائة على الأقل من التلاقيح أي حوالي 1700000 جرعة من جملة 17 ألف جرعة ممنوحة لإفريقيا.
- بعض البلدان على غرار " الكوت ديفوار " التي لم تسجّل سوى 286 حالة وفاة منذ بداية الجائحة ( أي 50 مرّة أقلّ من تونس ) أو نيجيريا التي سجلت 2000 وفاة ( 5 مرات أقل من تونس ) حصلت على 4 ملايين جرعة من اللقاح ( ونتحدث هنا عن الكوت ديفوار وحدها ) أي 20 مرة أكثر من تونس .
هذه البلدان لديها بالتأكيد دبلوماسية أكثر فاعلية منّا مع منظمة الصحة العالمية .و بالنسبة لهذه المنظمة حتى لو كانت قد خططت في البداية لتوزيع اللقاحات في إطار " كوفاكس " في إفريقيا حسب عدد السكان في كل بلد فمن واجبها اليوم تغيير حساباتها وتكييف تزويد البلدان الإفريقية حسب الوضع الوبائي لهذه البلدان وليس حسب عدد السكان طالما أن بعض البلدان ( الكوت ديفوار مثلا ) ليس لها ما تفعل بهذه التلاقيح والحال أنها لم تسجّل مثلما أسلفنا الذكر سوى286 حالة وفاة منذ بداية الجائحة.
التعليقات
علِّق