الندوة الدولية ل(وات) :أهمية التكنولوجيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في تطوير المضامين الإعلامية
أجمع المشاركون في الندوة الدولية التي تنظمها وكالة تونس إفريقيا للانباء (وات) اليوم الخميس حول "دور التكنولوجيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في تطوير المضامين الصحفية لوكالات الانباء"، على أهمية التكنولوجيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في تطوير المضامين الإعلامية والصحفية، داعين في المقابل إلى ضرورة إيجاد التوازن اللازم بين استخدامات هذه التقنيات المتطورة وأخلاقيات العمل الصحفي والقوانين المنظمة له.
ويشارك في هذه الندوة، التي تتنزل في إطار ترؤس (وات) لرابطة وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط "أمان" بالخصوص مديرون عامون لوكالات انباء البحر الابيض المتوسط، وممثلو عدد من مكاتب وكالات الانباء المعتمدون بتونس، ومجموعة من الخبراء والمختصين في مجال الذكاء الاصطناعي، لتدارس دور التكنولوجيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في تطوير المضامين الصحفية لوكالات الانباء، والتحديات الأخلاقية والقانونية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في وكالات الانباء، فضلا عن المخاطر السيبرينية للذكاء الاصطناعي، مع تقديم بعض النماذج من تجارب واستخدامات التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي في وكالات الانباء. وأكد المدير العام لوكالة تونس افريقيا للانباء ناجح الميساوي في افتتاح الندوة الدولية، أهمية استخدام تطبيقات وتقنيات التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي في انتاج المضامين الاعلامية وتطويرها كما وكيفا، مشيرا الى ان الدراسات العلمية أجمعت على أهمية التكنولوجيا في تطوير وسائل العمل والانتاج الاعلامي بغرف الاخبار التابعة لمؤسسات الاعلام لاسيما وكالات الانباء.
ولفت الى ان استخدام التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي يساهم بلا شك في انتاج مضامين اعلامية متنوعة، من ذلك التوجه حاليا نحو انتاج اشكال صحفية حديثة مثل "البودكاست" و"الفودكاست"، معتبرا في السياق ذاته أن تقنيات الذكاء الاصطناعي قادرة على تمكين الصحفيين من معالجة البيانات والترجمة وصياغة المضامين السمعية البصرية والاخبارية بالسرعة المطلوبة. من جانبه أبرز المدير العام لوكالة الانباء الجزائرية (واج) سمير قايد في كلمته عبر تقنية "زوم" أهمية هذه الندوة الدولية ل(وات) في طرحها لموضوع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ودورهما في تطوير المضامين الاعلامية في اطار التحول الذي يشهده الاعلام وتاثير الذكاء الاصطناعي عليه، خاصة مع ما يوفره من فرص غير مسبوقة لتحسين كفاءة الصحفي وتطوير المحتوى الاعلامي باكثر دقة ومصداقية.
وذكر أن الواقع الجديد يقتضي التعمق في تاثير الذكاء الاصطناعي على وسائل الاعلام المختلفة والآثار الاخلاقية والقانونية التي تترتب عن الاستعمال المتزايد له لدى انتاج ونشر المضامين الاعلامية، داعيا الى ضرورة التحلي بالمسؤولية والموازنة بينها وبين الابتكار التكنولوجي التي تعتمد خاصة الخوارزميات وانظمة التعلم الآلي لتحليل البيانات وتكييف المحتوى الاعلامي وفق المعايير الأخلاقية وجودة المضامين الصحفية.
وأكدت خلود عساف رئيسة تحرير بوكالة الانباء الفلسطينية "وفا" في مداخلة لها عبر تقنية "زوم " ايضا، اهمية التكنولوجيات الحديثة في تطوير المضامين الاعلامية، وتقديم المعلومة للمتلقي في وقت مناسب وبصفة فعالة، مشيرة الى محاولات التضليل التي ما فتئت تقوم بها وسائل اعلام الاحتلال الصهيوني لاسيما منذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من اكتوبر الماضي، وما خلفه من شهداء وجرحى، وخاصة استهداف الصحفيين الفلسطينيين وعائلاتهم، حيث تم احصاء نحو 140 صحفيا شهيدا حتى الآن الى جانب العديد من المصابين والجرحى، واعتقال اكثر من 100 اعلامي، وتعمد قطع الاتصالات واغلاق المكاتب الاعلامية في القطاع والضفة الغربية. وأبرزت المتدخلة في السياق ذاته الدور المحوري الذي لعبته التكنولوجيا في تغطية احداث غزة وما زالت، وخاصة مقاطع الفيديو التي ينشرها اعلاميون أو مواطنون لرصد معاناة الفلسطينيين على اوسع نطاق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما ساهم الى حد كبير في كشف الحقيقة المشينة لممارسات الاحتلال الصهيوني في حق الفلسطينيين المدنيين وعائلاتهم، وفضح جرائمه في حق الشعب الفلسطيني.
ومن جهته قدم سعيد بن كريم المدير العام للمركز الافريقي لتدريب الصحفيين والإتصاليين مداخلة ضمن الندوة أثنى فيها على التعاون القائم بين المركز ومختلف المؤسسات الاعلامية، وخاصة وكالة تونس افريقيا للانباء، مبرزا اهمية موضوع الندوة التي تسلط الضوء على دور التكنولوجيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في تطوير المضامين الصحفية لوكالات الانباء" واعتبر ان الثورة التكنولوجية واكتساح الانترنت لمختلف المجالات ومنها المجال الاعلامي، وضع العالم امام تحديات كبرى. وقدم بن كريم بالمناسبة برنامج المركز الافريقي لتدريب الصحفيين والإتصاليين حول "الديجيتال لاب"، أو مخبر الابتكار التكنولوجي (المضامين التفاعلية) في مجال الميديا والصحافة والاتصال، مبينا أن المخبر الرقمي للمركز يتم اعتماده كمنصة في خدمة الابتكار في مجال الميديا، وفي توفير الدعم والمساعدة للمؤسسات الاعلامية العمومية الراغبة في الانتقال الرقمي، على اعتبارها منصة مخصصة للتجارب الرقمية في المجال الاعلامي والاتصالي، وهي ايضا حاضنة للمشاريع المبتكرة لتطوير محتويات وتطبيقات الميديا الجديدة.
واستعرضت رئيسة الجمعية التونسية للذكاء الاصطناعي فرح بريكة قطاطة في مداخلة علمية لها مختلف استخدامات الذكاء الاصطناعي وتاثيره على مجال الصحافة والاعلام، مبينة أن الذكاء الاصطناعي له تاثير عميق على الصحافة حيث يمكن الصحفيين من معالجة وتحليل البيانات بسرعة قياسية وكفاءة عالية. وعددت بالمناسبة مزايا الذكاء الاصطناعي وما يتيحه للصحفيين من امكانية استخدام ادوات لتحسين جودة المحتوى على مستوى اللغة على وجه التحديد، لافتة الى أن الصحفي قادر على استعمال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته لجمع المعلومات واخضاعها للنقد والتحليل بسرعة فائقة، الى جانب المساعدة في التحقق والتثبت من المعطيات المتوفرة بما يعزز المصداقية في نشر الاخباركما يوفر الذكاء الاصطناعي في مجالات الاعلام السمعي البصري عدة تسهيلات في صورة استعماله لانتاج الصور والفيديوهات، حيث يمكن من انتاج مضامين سمعية بصرية باكثر دقة وجودة عالية، وتعزيز مكافحة التظليل الرقمي والتصدي للمعلومات المضللة على الانترنت بفضل استخدامات الذكاء الاصطناعي، وفق ذات المتحدثة.
التعليقات
علِّق