المنتخب الوطني : " ضايع في الطريق " بلا روح ولا خطط ولا هم يحزنون

منذ عشرات السنين من المتابعة لم أر مردودا بذلك الكل الكارثي وبمثل تلك " المصيبة " مثلما رأيته ورآه جميع التونسيين الذين تابعوا لقاء منتخبنا ومنتخب النيجر المصنّف في المرتبة 104 أو 124 عالميا . فقد رأينا 11 لاعبا تائهين ضائعين لا أحد منهم يعرف ماذا عليه أن يفعل وكيف وإلى أين يسير. وأعتقد أن كافة جهابذة التحليل في القنوات الرياضية المختلفة قد جانبوا الصواب عندما تحدّثوا عن " خطة تكتيكية " اعتمدها المدرب فوزي البنزرتي لأنني لم أر خطّة ولا حتى شبه خطّة وعندي بدل الدليل ألف دليل .
المهاجم فخر الدين بن يوسف على سبيل المثال قضى أغلب فترات اللقاء في مناطق منتخبنا وقد رأينا كم مرّة أنه يقوم بإبعاد الكرة من أمام مرمى بن مصطفى أي أنه كان يقوم بدور دفاعي أكثر من المدافعين أنفسهم وكأننا كنّا نلعب في " نيامي " وليس في ملعب رادس . ويمكن أيضا أن ينسحب هذا الحديث على المهاجم طه ياسين الخنيسي الذي نسي على ما يبدو أو أجبر حسب مجريات اللقاء على أن يتراجع وأن يصبح مدافعا تاركا حارس النيجر في راحة تكاد تكون تامة الذي لم يكن ناقصا إلا أن " ينصب برّاد تاي " وراء الشباك من فرط الكرم الذي لاحظه عند لاعبينا ومهاجمينا بالخصوص .
أما خط الوسط الذي كان أحد نقاط قوة منتخبنا فلم نفهم يوم أمس ماذا كانت عناصره تفعل بالضبط ... تمريرات خاطئة بالجملة ... لياقة بدنية هشّة لم تستطع مجاراة الاندفاع البدني الذي أظهره لاعبو منتخب النيجر إلى درجة أنهم افتكّوا منّا المبادرة وصالوا وجالوا مثلما أرادوا ... ولو أنهم آمنوا قليلا بإمكاناتهم لكانت النتيجة فضيحة ما بعدها فضيحة .
وأما خط الهجوم الذي قلت إنه " تنكّر " في ثوب دفاع فقد كان خارج الخدمة خلال كامل فترات اللقاء ولم نر منه إلا بعض المحاولات المحتشمة القليلة التي لم تزعج حارس منتخب النيجر الذي كان حقيقة في حصة تدريبية لا أكثر ولا أقل .
وباختصار شديد فقد تاه منتخبنا في الزحام وكان يفتقد الروح ولم يستطع أن يفرض نسقه وأسلوبه على منتخب أجزم بأنه لا يقوى على مقارعة فريق من قسم الهواة لكن لحسن حظه أن وجد أمامه فريقا لا يشبه شيئا لولا الأقمصة التي يرتديها لاعبوه وكانت ربما تذكّر لاعبي النيجر بأنهم يلعبون في تونس ومع منتخب تونس الذي يعرفون أنه أقوى منهم وأن الهزيمة بأقل الخسائر والتكاليف هي أقصى ما يمكن تحقيقه على أرضه وأمام جمهوره .
ويبقى لنا أن نحمد الله على أن لقاء الأمس وكل ما حفّ به من أجواء لم يكن ضد المنتخب المصري أو أي منتخب قويّ آخر كان قادرا على هزمنا ... وبنتيجة مخجلة أيضا .
ويبقى على فوزي البنزري أن يراجع كل شيء قبل لقاء العودة في " نيامي " حتى لا تحلّ بنا الكارثة ... خاصة ضد المنتخب المصري في آخر جولة من هذه التصفيات .
جمال المالكي
التعليقات
علِّق