يبدو أن المال أصبح في أيامنا هذه قادرا على تفريق أمعاء الشخص ذاته بعضها عن بعض داخل بطنه ... وما يحدث في مقر مجلّة " شارلي – هبدو " وفي محيطها أكبر دليل على أن المال مثل الإرهاب لا دين ولا وطن ولا جنس له ... فبعد التعاطف العالمي الذي تهاطل عليها إثر هجوم 7 جانفي الماضي وكل ما رأينا من مواضيع ذات صلة استطاعت المجلة أن تجمع ما لا يقلّ عن 30 مليون أورو أي حوالي 60 مليارا من مليماتنا جاءت في شكل تبرعات . ويبدو أن هذا المبلغ قد أسال لعاب الصحافيين والموظفين العاملين بالمجلة وعددهم 11 وجعلهم يطالبون بنصيبهم من الكعكة . وبالفعل وحسب ما أوردته صحيفة " ليفيقارو " فقد طالب هؤلاء بأن يصبحوا شركاء بالتساوي في رأسمال المؤسسة . وقد قاموا بتوكيل محاميين اثنين  " للدفاع " عنهم في هذه المسألة المرشحة إلى تطورات أخرى خاصة أن الشركاء الحاليين وعددهم ثلاثة يرفضون هذه الفكرة جملة وتفصيلا . ومن نعمة يبدو أن المال تحول إلى نقمة في هذه المؤسسة التي كانت تعاني الأمرّين قبل حادثة 7 جانفي . وعندما أنعم عليهم الله من حيث لا يعلمون دبّت الخلافات بينهم بسبب المليارات والحال أن دماء زملائهم الذين ذهبوا ضحية 7 جانفي ما زالت لم تجفّ بعد .