المسار الحكومي ... بين التوافق والتحالف والتعايش والشراكة

المسار الحكومي ... بين التوافق والتحالف والتعايش والشراكة


بقلم ابراهيم الوسلاتي
في تبسيط بعض المصطلحات:

التوافق، التحالف، التعايش والشراكة مصطلحات سمعناها كثيرا وسنستمع اليها أكثر في هذه الفترة التي تشهد مخاضا عسيرا للمسار الحكومي...
أمّا التوافق فهو حسب أحد الخبراء "اصطفاف أو تكتل سياسي، غير مؤدلج (سياسي وليس إيديولوجي) لمجموعة من المكونات (أحزاب، منظمات، هيآت، شخصيات عامة، ممثلين جهات…) الغرض منه: إيجاد صيغة سياسية للوصول إلى تفاهم مشترك، وحقيقي، حول مشكلات البلاد المزمنة والعالقة، عبر إعادة هيكلة النسق السياسي، وبناء جاد لمفهوم التعددية السياسية" ويبدو أنهّ دفن مع المرحوم الباجي قائد السبسي،
في حين أن التحالف يكون عادة بين أحزاب ذات أفكار متقاربة، ومتفقة في المنهج والأسلوب وحول أهداف معلنة وقد تكون مخفية وقريبة من بعضها إيديولوجيا مثل ما هو الحال بين حركة النهضة وابنها الطبيعي ائتلاف الكرامة الذي ولد من ظلعها،
أمّا التعايش فهو يعني العمل على العيش المشترك بين مكونات الساحة السياسية التي تقبل بحق التنوع والاختلاف، بما يضمن وجود علاقة إيجابية فيما بينها وتكون عادة بين رئيس دولة وحكومة من مدارس سياسية مختلفة، على غرار ما عاشته فرنسا خلال 3 فترات من تاريخها الحديث في فترة أولى بين الرئيس الاشتراكي فرنسوا ميتران والوزير الل اليمني جاك شيراك (1986-1988) ثم بين نفس الرئيس وادوارد بلادور(1993-1995) وأخيرا بين الرئيس اليميني شيراك والوزير الأول الاشتراكي ليونال جوسبان (1997-2002)،
أخيرا الشراكة السياسية وهي كما يعرفها أحد المختصين "شكل من أشكال بناء الدولة على أساس ديمقراطي تعددي يضمن حق جميع المكونات بالمشاركة في صنع القرار"...
وفي ظل بوادر هيمنة حزب النهضة على الساحة السياسية وصعود رئيسها راشد الغنوشي الى رئاسة البرلمان فان المشهد السياسي المتنوع والمتنافر في نفس الوقت قد يشهد تقلبات كبيرة من خلال سعي الحركة الى "التجميع الاحتكاري لسلطة الدولة بين يدي شخص واحد...وتركيع السلطة التنفيذية السلطة التنفيذية" وكذلك " هيمنة مجلس شورى حركة النهضة على مجلس النواب" كما جاء افتتاحية العميد الصادق بلعيد المنشورة بجريدة الشارع المغاربي اليوم الثلاثاء 19 نوفمبر 2019.

التعليقات

علِّق