مازال صراع  وزير التربية  ناجي جلّول ونقابتي الإبتدائي والثانوي يطغى على الساحة التعليمية في تونس ويسير إلى نفق مظلم ، خاصة بعد تمسك رئاسة الحكومة بدعم الوزير ناجي جلول في منصبه مقابل اصرار الطرف النقابي على اقالته مع التهديد بالتصعيد .
والغريب في الأمر أن النقابات الجهوية التابعة لنقابة التعليم الثانوي بدأت في التمرّد منذ فترة على قرارات اللجنة المركزية التي حاولت أكثر من مرة احتواء الازمة .
وقد قام مؤخرا نور الدين الطبوبي الامين العام لاتحاد الشغل بمحاولات لالغاء قرار نقابة التعليم الثانوي بتعليق الدروس ابتداء من 27 مارس القادم ، وهو قرار مازظال يرفضه المكتب التنفيذي بشدة عبر توسيع المشاورات مع قواعد النقابة في محاولة للخروج بموقف جديد وموحد مع التشاور مع الجانب الحكومي .
لكن يبدو ان تلك المحاولات تسير نحو الفشل بعد تجديد المكتب التنفيذي لاتحاد الشغل في اجتماع امس رفضه لتعليق الدروس واعتبره قرارا غير رسمي باعتباره لم يصدر عن المكتب ، فيما تصرّ نقابة تعليم الثانوي على التصعيد والتمرد بتأكيدها على تعليق الدروس يوم 27 مارس القادم وهي سابقة في خطيرة في اتحاد الشغل حيث لم يسبق ان شهد تمردا مماثلا من نقاباته الجهوية على القرارات الصادرة على المكتب التنفيذي .
أزمنة التعليم الثانوي يبدو انها صارت تهدّد " عشر الاتحاد " أكثر من " كرسي جلّول " وكشفت بعض الهنات داخل المنظمة الشغيلة العريقة ، كما طرحت عديد التساؤلات  بعد ان اصبح الكاتب العام لنقابة التعليم الثانوي لسعد اليعقوبي " اقوى " نفوذا داخل الاتحاد من الامين العام ومساعديه !
الأكيد ان الملف سيشهد عديد التطورات في الساعات القليلة القادمة وبالتحديد بعد عودة نور الدين الطبوبي وعضو المكتب التنفيذي انور بن قدور من الجزائر في اطار اصلاح العلاقات مع النقابات الجزائرية بعد فترة برود مع اتحاد العمال الجزائريين .
ش.ش