اللغة الخشبية مرة أخرى : التهم خطيرة والأدلة كثيرة ومدير مصحة العمران يصرّ على أن الشمس مشرقة والسماء صافية والعصافير تغنّي وتمرح

اللغة الخشبية مرة أخرى : التهم خطيرة والأدلة كثيرة  ومدير مصحة العمران يصرّ على أن الشمس مشرقة والسماء صافية والعصافير تغنّي وتمرح


مرّة أخرى يعود أحد المسؤولين في هذه البلاد إلى استعمال لغة  من الخشب المغشوش ويصرّ على تكذيب كل شيء وهو يبدو في حقيقة الأمر إما متجاهلا معاندا وإما " ماهوش فاهم شيء " .
وللمرة الثانية نتابع " مسلسل " مصحة العمران التابعة لصندوق الضمان الاجتماعي  التي قيل في شأنها الكثير وأهمّه ما أتي في برنامج " ما لم يقل " يوم الخميس 16 ويوم الخميس 23 نوفمبر الجاري . وفي حلقة الأمس حضر مدير المصحة في الأستوديو مع حمزة البلومي في إطار " حق الردّ " . وفي الوقت الذي كنّا ننتظر منه أن يتحدّث برصانة  ومنطق خاصة أنه لم يمض على تعيينه على رأس المصحة  وقت طويل ( حوالي 3 أشهر ) أطلق المدير العنان لقريحته فجاد علينا  بمحتوى إنشائي شبعنا منه ومن أمثاله لأكثر من 60 سنة في هذه البلاد . نحن طبعا لا نوجّه أي اتهام لأي طرف في المصحة . لكن ما تم تصويره وما تم اعتماده في البرنامج من شهادات ووثائق يثبت وجود أكثر من خلل في هذه المصحة وفي " أختها " مصحة حي الخضراء . وعوض أن يقول المدير مثلا إن كافة الإمكانيات واردة في هذه المسألة وإنه سيأخذ بعض الوقت للتثبت من أجل الوصول إلى الحقيقة  أبدى سيادته إصرارا عجيبا على نفي كل شيء وألحّ مرة أخرى على أن أمور مصحة العمران عال العال وأن سماءها زرقاء صافية لا توجد بها " لقشة " سحاب واحدة وأن الشمس مشرقة في عزّ البرد والشتاء وأن عصافير العالم كلها ( المقيم منها والمهاجر ) اجتمعت في العمران  لتغنّي  للنظافة وحسن التصرف  أعذب وأطيب وأجمل الألحان .
ولعلّ ما يثير الدهشة وحتى الغضب أيضا أن البلّومي حدّثه أكثر من مرّة عن تقرير دائرة  المحاسبات الذي  أشار إلى أن 26 ألف منخرط من الموتى قد " انتفعوا " بوصفات دواء بلغت قيمتها حوالي 11 مليون دينار وطلب منه أن يعطي رأيه في هذه النقطة بالذات ( وقد سمعنا رئيس الدائرة يتحدث عن هذا الأمر ويؤكده أكثر من مرة )  لكن السيد المدير كان طيلة اللقاء مصرّا على أمرين قائلا " ما عندناش ظاهرة سرقة في مصحة العمران " أو " تقرير دائرة المحاسبات قريتو ... وما فيهش حكاية 26 ألف ميّت انتفعوا ...." .
إن هذه اللغة الخشبية المقيتة ما زالت للأسف الشديد موجودة لدى بعض المسؤولين الذين يبدو أنه لم يبلغ لعلمهم بعد أن ثورة قامت في هذه البلاد منذ 7 سنوات وأن من بين مطالبها القطع مع هذه الأساليب البالية التي تشرّ ولا نفع منها بأي حال من الأحوال .
جمال المالكي

التعليقات

علِّق