الفضيحة المدويّة في " كلاسيكو الأرض " : هل تعمّدت السلطات البرازيلية إهانة أنقلترا عن طريق المنتخب الأرجنتيني ؟

بعد أيام من الانتظار حل موعد " كلاسيكو الأرض " مثلما يسمّى عالميّا ( على أساس أن هناك كلاسيكو المريخ وكلاسيكو زحل مثلا ) بين البرازيل والأرجنتين بمدينة ساو باولو في إطار التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم قطر 2022.
ولم يمض أكثر من 5 دقائق على بداية اللقاء حتى توقّف ... وظنّ الجميع أن حادثة بسيطة جدّت وأن اللقاء سيستأنف في أقرب وقت . لكن طال الانتظار حوالي 40 دقيقة أو أكثر ثم تم الإعلان عن إلغاء " الكلاسيكو " الأرضي.
أما أصل الحكاية وحسب ما تابعنا أمس على إحدى قنوات " بي إن سبورت " التي استعدت بدورها للإنفراد بنقل هذا " الحدث التاريخي " فهو أن أحد مسؤولي وزارة الصحة البرازيلية اقتحم الميدان بعد حوالي 6 أو 7 دقائق من الانطلاق وطالب بإخراج 4 لاعبين من منتخب الأرجنتين بدعوى أنهم لم يستجيبوا للبروتوكول الصحي الذي تفرضه البرازيل على كافة الوافدين إليها . وسرعان ما توتّرت الأعصاب وأخذ " ميسي " بقيّة اللاعبين وغادروا أرضية اللعب وتوجّهوا إلى حجرات الملابس .
ورغم المحاولات التي قام بها " نيمار " و" داني ألفاش " باعتبار أنهما صديقان لميتسي ولعبا معه في برشلونة فإن الأمور بقيت على حالها ولم يتم التوصّل إلى حل تعود بموجبه المقابلة إلى سيرها العادي.
ومن خلال المتابعة وما أفاد به مراسل القناة والمحللان محمد أبو تريكة وحاتم الطرابلسي فقد اتضح أن في الحكاية ّ " رائحة الثأر " أو ردّ الفعل على الأقل لكن بأية طريقة ؟. فقد يبق للمملكة المتحدة أن رفضت دخول لاعبين ومواطنين برازيليين إلى أراضيها إلا بشروط معيّنة منها ضرورة أن يخضعوا إلى الحجر الصحي طيلة ما لا يقل عن 14 يوما باعتبار أن البرازيل مصنّفة نقطة حمراء في ما يتعلق بجائحة كورونا .
وفي إطار " المعاملة بالمثل " يبدو أن البرازيل قررت ألّا تقبل على أراضيها أي مواطن قادم من المملكة المتحدة إلا إذا اتضح أنه غادرها ( إلي أي مكان آخر ) قبل ما لا يقل عن 14 يوما . وفي هذا الإطار جاءت المطالبة بإخراج 4 لاعبين من المنتخب الأرجنتيني ينشطون في البطولة الإنقليزية وحصل ما حصل.
ويبدو أن ما حصل لم يكن بريئا . فهؤلاء اللاعبون الأربعة غادروا أنقلترا منذ 12 يوما على ما يبدو والتحقوا بالمنتخب الأرجنتيني وأجروا معه لقاء واحدا على الأقل قبل لقاء الأمس . فلماذا لم تنتبه السلطات في البرازيل إلى دخولهم قبل إجراء اللقاء ؟. فقد دخلوا مع الوفد بصفة رسمية وأقاموا بنفس النزل وتدرّبوا مع زملائهم في الفريق ... وذكرت أسماؤهم على ورقة التحكيم قبل اللقاء وأصبح العالم كلّه يعرف أنهم سيشاركون في هذا اللقاء . ألم يكن بوسع السلطات البرازيلية أن يمنعوهم أصلا من المطار تطبيقا للبروتوكول الصحي مثلما يقولون ؟. لماذا انتظروا كل ذلك الوقت ثم تدخّلوا على الميدان ليطالبوا بإخراج اللاعبين الأربعة وهل يعق بأي شكل من الأشكال أن تتم المطالبة بإخراج لاعبين تم السماح لهم بكل شيء قبل حين ؟؟؟.
إن الحكاية فضيحة كبرى سيكون لها انعكاسات وخيمة على البرازيل ومنتخبها دون الحديث عن مسؤولية الاتحاد الدولي لكرة القدم واتحاد أميركا الجنوبية في هذه المهزلة التي لا يمكن أن نصدّق أنها تحصل في القرن 21 .
جمال المالكي
التعليقات
علِّق