العمرة : اجبارية التحليل وشرط الخمسين يعصفان باحلام التونسيين

العمرة : اجبارية التحليل وشرط الخمسين يعصفان باحلام التونسيين

للموسم الثاني على التوالي يجد التونسيون أنفسهم محرومون من التحول إلى البقاع المقدسة للقيام بمناسك العمرة بسبب جائحة كورونا بعد أن حرموا من ذلك في الموسم الفارط لذات السبب.

إعلان السلطات السعودية عن فتح موسم العمرة للسنة الحالية بعث بصيصا من الأمل في صفوف ضيوف الرحمان خاصة أن السنوات القليلة الفارطة تميزت بإقبال هام من طرف التونسيين على أداء منسك العمرة بعد تحرير القطاع كليا و أصبح بالإمكان الاختيار بين وكالة أسفار و أخرى حسب نوعية الخدمات المقدمة ,إلا أن هذا الأمل لم يدم طويلا بمجرد إعلان وزارة الحج و العمرة السعودية عن جملة من القرارات الواجب الالتزام  بها من طرف وكالات الأسفار و المعتمرين على حد السواء حيث وجد العديد من الراغبين في العمرة بما في ذلك التونسيون أنفسهم أمام شرط أول أقصى العديد منهم ألا وهو ألا يتجاوز عمر الراغب في العمرة ال50 سنة و بعملية حسابية بسيطة حين نجد أن 90 بالمائة من التونسيين الذين يقيلون على العمرة أعمارهم فوق الستين فإن ذلك يعني ان هذا الشرط اقصى الأغلبية من العمرة.

تحليل قبل الوصول و آخر بعده

شرط تحديد السن القصوى للمعتمر بخمسين سنة إنضاف إليه شرط آخر وهو إجبارية استظهار كل معتمر بتحليل الكورونا قبل 72 ساعة من دخول الأراضي المقدسة والمكوث 48 ساعة بالنزل مباشرة بعد وصوله هناك و لا يمكنه القيام بالعمرة إلا بعد القيام بتحليل ثان تحت إشراف السلطات الصحية السعودية و إذا ثبتت إصابته بالفيروس فانه ملزم بالقيام بحجر صحي مدة 14 يوما بنفس النزل على حسابه الخاص و حساب وكالة الأسفار التي أمنت رحلته و هو ما قد يتسبب في أموال طائلة لا تقدر عليها وكالات الأسفار التونسية التي أصبحت على حافة الإفلاس وأيضا المعتمر .للإشارة فان العدد القليل من المعتمرين التونسيين الذين تحولوا منذ مدة الى البقاع المقدسة شهد إصابة أحدهم بالكورونا وهو يخضع حاليا للعلاج بالسعودية بعد أن تعكرت حالته الصحية.

غرف ثنائية فقط

إلى جانب الشرطين السابقين فان شرط الإقامة في الغرف بالنزل زاد الطين بلة حيث أن المعتمرين مطالبون بالإقامة في غرف ثنائية لا غير بعد أن تم إلغاء الغرف الثلاثية و الرباعية تجنبا للعدوى وهو ما أثر على ارتفاع أسعار العمرة وحرم الآلاف من التونسيين من القيام بمنسك يبدو انه بات مستحيلا في ظل جائحة كورونا وأصبح يهدد مئات وكالات الأسفار التي تعتبر العمرة مصدر مدخولها الأول وهي التي كانت تؤمن سنويا العمرة لحوالي 80 ألف معتمر.

 فوزي

التعليقات

علِّق