العلاقات التونسية الصينية: 61 سنة من التطور و التعاون في مختلف المجالات 

العلاقات التونسية الصينية: 61 سنة من التطور و التعاون في مختلف المجالات 

تصادف هذه السنة الذكرى الحادية و الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين تونس و الصين 1964  -2025 .و يذهب المختصون في  العلاقات الدبلوماسية و خبراء الاقتصاد الى أهمية توطيد هذه العلاقة أكثر فأكثر ،لما لها من فائدة على البلدين الصديقين حيث تتمتع العلاقات التونسية الصينية  بآفاق واسعة و يحرص الطرفان خاصة في العشر سنوات الأخيرة  على تعزيز التبادل بمختلف أشكاله و توسيع التعاون الثنائي الشامل الأبعاد. و هذا ما أكده الجانبان في عدة مناسبات رسمية و من خلال التصريحات الإعلامية .

 

صحيح ان تونس والصين أقامتا علاقات دبلوماسية رسمية بتاريخ  10 جانفي  1964، حيث انطلق التعاون متعدد الأبعاد ليشمل مجالات مختلفة و متنوعة  إلا أن هذا التعاون لم يصل بعد إلى الذروة المطلوبة  التي تتناسب مع الفرص الحقيقية للتعاون بين البلدين الصديقين. و يعود ذلك حسب عدد من المهتمين بالشأن الدولي الى تأثير الغرب وكذلك للخيارات السياسية للرئيس الراحل الحبيب بورقيبة حيث كان يؤكد على أن مصير البلاد  ومستقبلها  مرتبطان ارتباطا وثيقا بالغرب دون سواه ، مما جعله يحافظ معه على علاقات دبلوماسية وتجارية جيدة . هذه السياسة المعتمدة آنذاك والتي تنفر من الشيوعية و تقرب غيرها مثل  فرنسا والولايات المتحدة، جعلت التقارب بين تونس وبكين لا يرتقى للمستوى المطلوب  .

و حتى مع الرئيس الراحل زين العابدين بن علي فلم ترتقي العلاقات الثنائية لتطلعات الجانب الصيني حيث اخذ بن علي نفس التوجه المعتمد من طرف بورقيبة عدى بعد الخطوات المحتشمة .

*2011 العلاقات تدخل مرحلة جديدة من النضج

و أدى  اندلاع  الثورة سنة  2011 إلى تباطؤ دبلوماسي مؤقت ثم  تعززت العلاقات التونسية الصينية بشكل ملفت. وقد دخلت هذه العلاقات مرحلة جديدة من النضج حسب عدد من المختصين في العلاقات الدولية ، بعد تخلص تونس التدريجي من النفوذ الغربي، ووعيها بأهمية الانفتاح على شراكات جديدة مثل التعاون مع العملاق الآسيوي .

 و قد  أظهرت تونس بوضوح رغبتها في تطوير تعاون أعمق وأكثر نجاعة  مع الصين يسوده  الاحترام المتبادل.  خاصة اننا نشترك و نتقارب في توجهات عديدة مثل عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ، اضافة الى وجود توافق في  الرؤى بشأن القضايا الدولية الكبرى لعل من ابرزها القضية الفلسطينية التي تحظى بدعم ثابت و لا مشروط من قبل البلدين الصديقين  .

و كانت بكين قد أعلنت  على لسان سفيرها بتونس "وان لي"  انها مستعدة للعمل مع الجانب التونسي لتوطيد  العلاقات الدبلوماسية و الاقتصادية و التجارية و الثقافية و لترسيخ التوافق المهم الذي تم التوصل اليه خلال اجتماع جمع رئيسي البلدين و ذلك بهدف رفع سقف العلاقات الدبلوماسية عاليا .

و من جانبها حرصت تونس على دفع عجلة التبادل الاقتصادي و الثقافي و السياحي الذي يمكن تطويره مستقبلا أكثر فأكثر. و قد عرفت بلادنا تزايد عدد الوافدين من الصينيين منذ سنة 2017  و خاصة بعد الغاء التأشيرة بنسبة وصلت الى 10 بالمائة حسب تقارير رسمية. كما توجت العام الفارط تمثيلية الديوان الوطني التونسي للسياحة في بكين كأحد أفضل مكاتب السياحة في الصين لسنة 2023.

*نقاط مشتركة بين البلدين

 نقاط عديدة تجمع الصين بتونس و تعزز العلاقات من بينها توجه البلدين نحو نفس الأهداف و هي التنمية الاقتصادية و تحسين جودة الحياة و تكريس العدالة و المساواة في ظل عالم يشهد العديد من التقلبات و الأزمات.

 وتشدّد الصين على أهمية بناء مفهوم مجتمع و مصير مشترك للبشرية يرسي أسس  التنمية و السلام و الأمان و الانفتاح و يسعى لبناء عالم جديد من أجل تعزيز الرخاء المشترك. فتطوير العلاقات مع تونس هو جزء من استراتيجية صينية متكاملة تهدف لفتح مرحلة جديدة من العلاقات مع دول المنطقة سواء العربية أو الافريقية.وقد عززت تونس والصين علاقاتهما من خلال مبادرة الحزام والطريق ، منتدى التعاون الصيني الأفريقي،  منتدى التعاون الصيني العربي.

 

*تجربة شخصية مميزة في الصين

أنا كصحفية تونسية حظيت بزيارة مميزة لجمهورية الصين الشعبية لمدة 8 أيام رفقة عدد من الزملاء الصحفيين التونسيين من وسائل إعلام مختلفة حيث تمكنت من خلال هذه الزيارة السياحية من الإطلاع على 3 مدن كبرى في الصين وهي بيكين تشنشينغ و شنغهاي  حيث لمست التطور الإقتصادي و التكنولوجي الذي وصل إليه هذا البلد العريق كما إطلعت على عدة معالم تاريخية كسور الصين العظيم و المدينة المحرمة و المدن القديمة في تشنشينغ. كما  زرت كذلك ثاني أعلى برج في العالم بعد برج خليفة بإطلالته المميزة و معرض التخطيط الحضري بشنغاي حيث عشت تجربة إستثنائية بين الماضي و الحاضر و المستقبل. و عاينت كذلك التنوع البيولوجي و أهمية الحفاظ على البيئة و المحيط من خلال زيارة سوق شعبية و  عدد من المناطق الخضراء و حديقة الحيوانات الكبرى التي يحظى فيها حيوان الباندا الشهير بإهتمام خاص و مميز .

وقد مثلت هذه الزيارة فرصة لإكتشاف الحياة في الصين و للإطلاع على ثقافة مختلفة في الأكل و اللباس و العادات و التقاليد ...

تجربة فريدة و مميزة لا تنسى عشتها في رحاب هذا البلد العريق المضياف حيث إحتضنتنا أفخر النزل و قوبلنا بحسن إستقبال و خدمات ذات جودة عالية هذا ما جعلني أكتب عدة مقالات و أنشر عددا من الفيديوهات عن هذه الزيارة و في ما يلي عدد من الروابط يمكن الإطلاع عليها :

http://اضغط للمشاهدة مدينة تشينغ يونغ 

http://اضغط للمشاهدة سور الصين العظيم

https://2u.pw/1wOVLS

https://2u.pw/OLX95

سور الصين العظيم

المدينة المحرمة

 

المدينة المحرمة

اطلالة ثاني اعلى برج في العالم 

-معرض التخطيط الحضري بشنغاي

سوق شعبية بشنغهاي

مأكولات صينية 

احد النزل التي أقمنا فيها كوفد تونسي 

 

في الختام، تظل العلاقات التونسية الصينية مثالاً على التعاون الدولي الذي يمكن أن يحقق المنافع المتبادلة للدولتين، ويساهم في تحقيق الاستقرار والنمو في منطقة البحر الأبيض المتوسط وآسيا.

إيناس المي

التعليقات

علِّق