الطاهر بن حسين يستفزّ التونسيين جميعا ويدمّر تاريخه " النضالي "
![الطاهر بن حسين يستفزّ التونسيين جميعا ويدمّر تاريخه " النضالي "](/sites/default/files/field/image/ben-hassinemaadnouss.jpg)
مرّة أخرى يظهر الطاهر بن حسين بمنطق " خالف تعرف " ومرة أخرى استفزّ بتصريحاته ملايين من التونسيين إما بقصد وإما عن غير قصد بالرغم من أنني أرجّح الفرضية الأولى . وللأسف الشديد ما زال هذا الذي لا أعرف إن كان سياسيا أو إعلاميا أو رجل أعمال أو لا شيء من هذا كله لا يفرّق بين الكره وهو إحساس ذاتي يعمي بصيرة صاحبه غالبا وبين النقد السياسي الذي لابدّ منه في كل عمل سياسي . فكرهه للنهضة جعله يعارض بشدّة كل ما تراه النهضة وقد نسي أن العديد من التونسيين يلتقون مع النهضة في الكثير من الأمور حتى إن اختلفوا معها سياسيا . وبقطع النظر عن قناعاته الشخصية في ما يتعلّق بالخمر وهل هي حلال أم حرام وفي ما يتعلّق بمسألة الحج إلى تايلاندة أو إلى مكّة وهذه الأمور تخصّه وحده وتلزمه وحده ما كان له أن يجاهر بهذه القناعات بذلك الأسلوب الساخر الذي يستفزّ التونسيين حتى ألدّ " أعداء " النهضة . ومن جهة أخرى أمعن الطاهر بن حسين في الإستخفاف بالتونسيين وأحاسيسهم وعقولهم عندما قال إن بن علي ليس دكتاتورا بل هو " مستبدّ حشاّم " وقال أيضا إن بن علي قتل 68 تونسيا فقط ..... نعم فقط وكأنّ أرواح هؤلاء الذين ماتوا لا تساوي شيئا بالنسبة إلى " عم الطاهر " أو كأنه كان يجب على بن علي أن يقتلنا جميعا كي يقتنع السيد الطاهر بأنه ظالم ومجرم ودكتاتور ومتعدّ على حريات الناس وأعراضهم إن لم يكن بطريقة مباشرة فقد كان ذلك بطريقة غير مباشرة عن طريق الأصهار الميامين والأقارب وأعوان دولته المخلصين له في الأمن والقضاء وحزب التجّمع المجرم. ولعلّ من شدة كرهه للرئيس السابق منصف المرزوقي أنه سمح لنفسه بتفضيل بن علي على المرزوقي بدعوى أن الأول كان بعقله والثاني لم يكن بعقله . وهنا أقول إنه حرّ في تفكيره وباستطاعته أن يعشق حتى إبليس نفسه ويفضّله على كافة سياسيي العالم لكن المقارنة بين بن علي والمرزوقي بالذات لا أرى أنها بريئة بالمرّة . كما أن كرهه للنهضة جعله يقول إن التجمّع أفضل منها بكثير وقد تجاهل أن فساد الحياة السياسية في تونس وكل المآسي التي عاشها السياسيون والمثقفون والطلبة والتلاميذ وغيرهم في هذه البلاد كان مصدرها حزب " حبيبه " بن علي أي حزب التجمّع الذي خنق الناس وأحصى عليهم الأنفاس وأكيد أن " عم الطاهر " كان يعرف أنه لم يكن لأغلب التونسيين الحق في نيل أي شيء من الأشياء التي ينص عليها الدستور إلا بمباركة حزب التجمّع أو بأساليب أخرى ملتوية وقذرة يعرفها الجميع .
لقد أتى الطاهر بن حسين أمس في برنامج " لمن يجرؤ فقط " لأحد أمرين : إما ليستغلّ الفرصة مرة أخرى ويطلق رصاص حقده على النهضة ( علما بأنني والنهضة خطّان متوازيان لا يلتقيان أبدا ... ومنذ 1976 تاريخ التحاقي بالجامعة ) التي لا أدافع عنها وإما لاستفزاز التونسيين بالإنخراط في هذه الموجة الجديدة التي عاد أصحابها لتلميع صورة بن علي وحزبه حتى إن كان ذلك على حساب ما عاناه التونسيون من هذا الرئيس وحزبه . وفي كلا الحالتين أعتقد أن على الطاهر بن حسين أن يختار بين أمرين اثنين لا ثالث لهما : إما أن يجاهر لنا جميعا بنواياه وأن يصارحنا بأن كلّ ما ادّعاه من " نضال " كان كذبا ومسرحا وإما أن يقول لنا خذوني إلى طبيب نفساني فقد استبدّ بي مرض الغرور وادعّاء أنني أعرف كل شيء وأنّ بعدي الطوفان ...
جمال المالكي
التعليقات
علِّق