الشاب أسامة زواوي يمثل تونس في « اللقاء المجتمعي من أجل العدالة المناخية » بلندن
يمثل الشاب أسامة زواوي تونس في « اللقاء المجتمعي من أجل العدالة المناخية » الذي ينتظم من 25 إلى 29 نوفمبر 2024 بالمملكة المتحدة ويجمع 30 شابا من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (تونس ومصر والعراق)، إضافة إلى الأرجنتين، أوغندا، نيجيريا، السنغال، جنوب أفريقيا، إيطاليا، المملكة المتحدة، الفلبين، وغيانا.
وقال أسامة ، وهو أصيل منطقة طبرقة (شمال) في تصريح لــ(وات)، « ساهمت في مقاومة الحرائق التي شهدتها منطقة ملولة من ولاية جندوبة في صائفة 2022 رفقة مجموعة من المتطوعين كما شاركت في حملة إعلامية كبرى من أجل إيصال صوت المتضررين من هذه الحرائق، إضافة إلى المشاركة في توزيع المساعدات على الأهالي وتوفير كل ما يحتاجونه ».
« هذا الحدث العالمي، الذي يجمع قادة منظمات المجتمع المدني من مختلف أنحاء العالم، يمثل فرصة لالتقاء أشخاص ينشطون في مجال البيئة من مختلف أنحاء العالم لتبادل الخبرات والاستماع لقصصهم ونضالاتهم في مواجهة مايشهده العالم من مظاهر التغير المناخي والكوارث التي تحدث من حين لآخر بهدف نشر ثقافة الوعي بالمخاطر المناخية والدفاع عن حق الأجيال القادمة في عدالة مناخية » وفق ما أفاد به الشاب التونس (وات).
ويمتلك الشاب البالغ من العمر 29 سنة، خبرة في مجال الاستجابة السريعة للحرائق ومعرفة بالارتباط بين هذه الظاهرة وتغير المناخ من خلال عمله في اطار منظمة we lead « نحن نقود « ، التي تعمل على مكافحة حرائق الغابات المدمرة في منطقته.
كما اقتحم أيضا مجال الاستثمار اذ شارك في برنامج organic ecosysteme الذي أقيم في مدينة برشلونة (إسبانيا ) بمشروعه الخاص « bioo kool » وهو عبارة عن مزرعة بيولوجية مندمجة للحد من استغلال المبيدات الحشرية التي تتسبب في أضرار بيئية.
وبحسب أسامة، انطلقت الدولة منذ حرائق ملولة، بالتعاون مع المجتمع المدني، في تنفيذ حملات تشجير مضيفا انها تعمل حاليا على انجاز مشاريع للحد من اثار التغير المناخي وخاصة الحرائق.
وسيعمل المشاركون في هذا التجمع لقادة المجتمعات من مختلف أنحاء العالم، على تطوير استراتيجيات وشبكات عالمية لتعزيز وجهات نظر المجتمعات الأكثر تأثرًا بتغير المناخ، بالإضافة إلى محاسبة شركات الوقود الأحفوري.
و »اللقاء المجتمعي من اجل العدالة المناخية هو من تنظيم حملة « الملوث يدفع » التي تقودها منظمة غرينبيس في المملكة المتحدة ومؤسسة « Roots »، الشريك الرئيسي لمعسكر العدالة المناخية، وهو أكبر منصة حضورية من نوعها في دول الجنوب وقد سبق أن عُقد في تونس (2022) وفي لبنان (2023).
وتقود حملات واسعة ضد شركات النفط والوقود الأحفوري والغاز الدولية ومصالحها في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، وإفريقيا، وأوروبا، وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.
وشدّدت مسؤولة الحملات في منظمة غرينبيس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، هيام مرديني في تصريح لــ( وات)، على أهمية مشاركة المجتمعات المحلية التونسية في هذا التجمع العالمي لمواجهة آثار تغير المناخ.
وأشارت إلى أنها تعكس الدورً المحوري للمجتمعات التونسية في التصدي للتحديات البيئية كخط مواجهة أول ضد تغيرات المناخ.
ولفتت إلى أن هذه المشاركة تمثل فرصة هامة لإيصال صوت المجتمعات التونسية التي تعاني من آثار تغير المناخ المرتبطة خاصة باستعمال الوقود الأحفوري، وللمطالبة بمحاسبة الملوثين على الساحة العالمية، كما تعكس التزام المجتمع المدني التونسي بالقضايا البيئية العالمية من أجل تعزيز الاستجابة السريعة والفعّالة للكوارث المناخية.
وأوضحت أن المشاركة التونسية توفر منصة لبناء شراكات دولية وتبادل المعرفة حول استراتيجيات حماية البيئة ورفع الوعي بالصلة المباشرة بين الظواهر المناخية المتطرفة والتدهور البيئي وتعزيز مكانة تونس كصوت قوي للعدالة المناخية في مواجهة الملوثين الكبار.
وسيوفر الحدث، وفق الخبيرة، فرصة فريدة للمجتمعات المحلية التونسية لعرض تجاربها، تطوير شبكاتها العالمية، والمشاركة في صياغة استراتيجيات فعّالة تدعم العدالة المناخية كما يمكن لهذه الجهود أن تلهم مناطق أخرى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتعزز صوتها على الساحة العالمية.
كما تمثل هذه المشاركة خطوة إلى الأمام في سبيل توسيع دور المجتمع المدني التونسي كفاعل رئيسي في محاسبة الملوثين والعمل نحو مستقبل أكثر استدامة للجميع.
وتعد حرائق الغابات وفق مرديني، إحدى أخطر التحديات التي تواجهها تونس، حيث تهدد الغطاء النباتي وتؤثر على حياة المجتمعات المحلية وطريقة عيشها.
ومن جهته ذكر المدير العام للغابات محمد نفول بن حاحا ، أنه في سنة 2023، أتت الحرائق في معتمدتي الكريب من ولاية سليانة وملولة من واية جندوبة على حوالي 1200 هكتار.
وبين أن ألسنة اللهب غطت قرابة 500 هكتار خلال ثلاثة أيام فقط قبل أن تتم السيطرة عليها.
كما تم إجلاء 300 شخصا من سكان جندوبة عن طريق البحر ونقل أكثر من 156 شخصًا إلى المستشفى على خلفية صعوبات في التنفس.
كما تسببت الرياح العنيفة في استعار النيران مرة أخرى حيث أتت هذه المرة على أكثر من 500 هكتار في ظرف يومين فحسب.
وللتعامل مع حجم النيران، حشد الديوان الوطني للحماية المدنية فرقًا من جنوب ووسط البلاد بالإضافة إلى عدد كبير من المتطوعين.
وأبرز بن حاحا ان موسم الحرائق تمدد في جميع أنحاء العالم بنسبة 20 بالمائة في الفترة الفاصلة بين عامي 1979 و2013 بسبب التغيرات المناخية.
ونتيجة لتواصل الحر في تونس ، شهد موسم الخطر زيادة من شهرين إلى ثلاثة أشهر في السنوات الأخيرة. وقد تبين مؤخراً أن توسع فترات جفاف الغطاء النباتي له تأثير مباشر على طول فترات الحرائق واتساع المساحات المعرضة لخطرها.
كما تبين وجود صلة مباشرة بين إزالة الغطاء النباتي للأراضي وزيادة الحرائق وهي ممارسة شائعة في تونس، غالبًا ما يتم اللجوء إليها خلال فترات الأزمات الاجتماعية أو عدم الاستقرار السياسي، وقد ظهرت بشكل واضح منذ سنة 2011 حسب المصدر ذاته.
وتسبب حرائق الغابات نتائج وخيمة على المجتمعات المحلية على عدة مستويات حيث تتضرر المساحات الخضراء التي كانت مصدرًا للحياة وللموارد بالنسبة إلى السكان
كما تضررت المحاصيل والأشجار المثمرة وقطيع المواشي وأتلفت مشاريع بالمنطقة وسببت الضرر لعدد من المنازل
المصدر:الاذاعة الوطنية
التعليقات
علِّق