يشهد سباق منافسات الرّابطة المحترفة الأولى التونسية موسمًا مثيرًا ومفتوحًا على كل الاحتمالات، حيث تتنافس الأندية الكبرى مثل الترجي الرياضي التونسي، النجم الرياضي الساحلي، الإتّحاد المنستيري، والنادي الإفريقي، إلى جانب فرق مفاجئة مثل الملعب التّونسي والترجّي الرّياضي الجرجيسي، على المراكز الأولى، مع انتهاء فترة الذّهاب للبطولة، حيث حملت الجولة الأخيرة إثارةً خاصة مع تعادل النجم الساحلي والنادي الإفريقي (2-2) في سوسة، مما أبقى المنافسة محتدمة على لقب البطولة.

الاتحاد المنستيري، الذي يتصدر الترتيب حاليًّا برصيد 30 نقطة، بالتساوي مع الملعب التونسي، يقدّم موسمًا رائعًا يعكس مدى العمل المنظم داخل الفريق بقيادة المدرّب محمّد السّاحلي. هذا الأداء المتميز جعل الفريق في موقع قوي للمنافسة على اللقب لأول مرة في تاريخه، حيث يطمح للحفاظ على الزخم الحالي، معتمدًا على الصلابة الدفاعية والهجوم المتوازن الذي ميّزه هذا الموسم، إذْ تضيف شراكة الصّدارة مع نادي مدينة باردو المزيد من الإثارة، حيث يبدو أن كلا الفريقين يمتلكان الإصرار والإمكانات لمنافسة الأندية الكبرى حتى الجولة الأخيرة.

من جانبه، يقدم هذا الأخير أيضًا مستوى متميزًا، مستفيدًا من رصيد اللّاعبين والروح الجماعية التي جعلته أحد أبرز مفاجآت الموسم، إذْ يدرك الفريق أنّ الحفاظ على نسق الانتصارات سيكون المفتاح للتتويج أو على الأقل إنهاء الموسم في مركز مؤهل للمشاركات القارية ضمن المراكز الثّلاث الأولى.

أمّا الترجي الرياضي التونسي، فرغم تذبذب نتائجه مؤخرًا، يبقى مرشحًا قويًا للعودة بقوة والمنافسة على اللقب تحت إمرة المدرّب الرّوماني لاورينتو ريغيكامف، فالإعتماد على الخبرة الكبيرة في التعامل مع المراحل الحاسمة تعتبر حلًّا مثاليًّا، رغم وجوب تحسين الأداء الدفاعي ككلّ والتركيز على الجوانب التكتيكية لضمان استمرارية النتائج الإيجابية.

النّجم الرّياضي السّاحلي بدوره، الذي يُظهر استقرارًا نسبيًا في الأداء بعد فترة التعثّر، يسعى للحفاظ على مكانه بين الثلاثة الأوائل، مؤكّدًا العمل الجبّار الذي يشرف عليه المدرّب محمّد المكشّر مع عودته لأسوار القلعة الأمّ، نادي مدينة سوسة. ورغم بعض التعثّرات الهجومية، فإن روح الفريق ودعمه الجماهيري في سوسة يمكن أن يكوّنا عوامل حاسمة في الجولات المقبلة.

النّادي الإفريقي، من جهته، يواصل رحلته نحو إثبات نفسه كقوة كبرى في الدوري، واسترجاع مكانة الفريق الحقيقيّة كمنافس على المراكز الأولى. ورغم التحديات التي يواجهها، فإن الأداء الهجومي المتطور والإصرار الذي أظهره الفريق في المواجهات الأخيرة يمنحانه فرصة حقيقية لإنهاء الموسم بمركز مؤهل للبطولات القارية.

ولا يمكن تجاهل الترجي الرّياضي الجرجيسي، الذي يحتل المركز الرابع حاليًّا ويُظهر مستوىً قويًا هذا الموسم، إذْ قام باستغلال الأخطاء الدفاعية لمنافسيه وحقق نتائج مميزة جعلته قريبًا من المراكز الثلاثة الأولى مع قدوم جولات الإياب، فاستمرار أدائه القوي قد يضعه في قلب الصراع على لقب الدوري أو على مركزٍ مؤهّل للمشاركات الإفريقية.

وجب الإشادة أنّ ختام سباق البطولة التّونسية هذا الموسم يَعدُ بأن يكون واحدًا من الأكثر إثارةً في السنوات الأخيرة. ومع صراعٍ مفتوحٍ بين الأندية الكبرى والثّالوث المتمثّل في الاتحاد المنستيري والملعب التونسي وترجّي الجنوب، فهل ستكون كل نقطة بمثابة الكنز المفقود لتحديد بطل الموسم و خطف بطاقات المشاركة القاريّة ؟

ثابت كرير