الدور النهائي لكأس دليس دانون : الترجّي يصاحب الترجّي إلى برشلونة لتمثيل تونس في نهائي عالمي استثنائي

الدور النهائي لكأس دليس دانون : الترجّي يصاحب الترجّي إلى برشلونة لتمثيل تونس في نهائي  عالمي استثنائي


أسدل الستار يوم أمس الأحد  بالمركب الرياضي بعين دراهم على آخر مرحلة من " كأس ديليس دانون " بتتويج أشبال الترجي الرياضي التونسي  أبطالا لهذه الدورة ( 2019 ) .
وبهذا التتويج سيكون الترجي ممثل تونس بفريقين اثنين باعتبار أنه بطل نسخة 2018 وبطل نسخة 2019 وباعتبار أن نسخة العام الماضي لم  يقع إجراؤها وتم تأجيلها إلى الموسم الحالي حيث ستدور النهائيات في سبتمبر المقبل بمدينة برشلونة في نفس الفترة التي ستدور فيها أيضا نهائيات 2018 .
وللتذكير فقد تمكنت 8 فرق مدنية  من بلوغ هذا النهائي الكبير بعد أن اجتازت بنجاح  كافة المراحل التمهيدية  والتصفيات القطاعية وهذه الفرق هي : النادي الإفريقي – النجم الساحلي – الملعب القابسي – سبورتينغ بن عروس - الترجي الرياضي – النادي الصفاقسي -  الملعب التونسي – الأمل الرياضي بحام سوسة .
أما الفرق المدرسية  التي بلغت هذا الدور فهي : مدرسة  الإمام سحنون بمنوبة – مدرسة حشاد بتطاوين – مدرسة حي العمال ببنزرت – مدرسة 2 مارس بقبلّي - مدرسة منزل النور ولاية المنستير – مدرسة بئر الجديد بمرناق – مدرسة  خالد بن الوليد المكناسي– مدرسة النور 1 السرس .
وبعد منافسات كبيرة بين الفرق المدنية في ما بينها والفرق المدرسية أيضا في ما بينها ترشّح كلّ من النادي الإفريقي والترجي الرياضي والمدرسة الابتدائية بئر الجديد بمرناق والمدرسة الابتدائية فرحات حشاد بتطاوين إلى الدور نصف النهائي الذي أفضى بدوره عن فوز الترجي الرياضي التونسي على  النادي الإفريقي بركلات الترجيح 2-1 بعد انتهاء اللقاء بالتعادل 1 - 1 وفوز مدرسة حشاد على مدرسة بئر الجديد بنتيجة 2 - 1 .

وفي الدور النهائي انطلق الترجي في طريق مفتوح منذ البداية وتمكن من الفوز بنتيجة عريضة وهي 6 - 0 وبالتالي توّج للموسم الثاني على التوالي بطلا لهذه التظاهرة الكبرى .
وقد شهد المركب الرياضي بعين دراهم أجواء احتفالية كبرى من خلال الجمهور الغفير الحاضر من أطفال وشباب وكهول وكذلك من أولياء التلاميذ المشاركين .
وخلال تتويج البطل( الترجي )  ووصيفه ( مدرسة حشاد بتطاوين ) حرصت لجنة التنظيم على أن تشكر كافة الأطراف التي ساهمت في إنجاح هذه الدورة من سلطة محلية وجهوية وأمن وحماية مدنية والجامعة التونسية لكرة القدم والجامعة التونسية للرياضات المدرسية والجامعية  والإعلاميين الحاضرين بكثافة ونزل " ماجيك أوتيل طبرقة "  الذي  احتضن كافة الوفود للعام الثاني على التوالي .

من نجاح إلى نجاح

ما فتئت هذه الدورة التي انطلقت سنة 2000 تكبر وتتطوّر عاما بعد عام  خاصة أن المشرفين على تنظيمها اكتسبوا الخبرة على مرّ السنين وأصبحوا يعملون على الإضافة والتطوير من دورة إلى دورة وباتوا على درجة كبيرة من الخبرة التي أهلتهم إلى التعامل مع كافة الأمور ( حتى الطارئة منها ) بكل ثبات وحرفية .

وعلى هذا الأساس أصبحت كأس " دليس دانون  " التظاهرة الرياضية  الكبرى  التي استطاعت منذ خطواتها الأولى أن تستقطب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 سنوات  و12 سنة ... وتنمّي فيهم الرغبة  في ممارسة  رياضة كرة القدم وخاصة النهل من المبادئ والقيم التي بنيت عليها هذه  الدورة على غرار التسامح واحترام المنافس واحترام الحكم والتقيّد بنظام غذائي سليم  يساعد على التفكير السليم .
وأصبحت هذه الدورة في تونس موعدا ينتظره أكثر من 8000 شخص  بين لاعبين مجازين في مجال الرياضة المدرسية  ولاعبين ينتمون إلى النوادي المدنية بالإضافة إلى مئات من المؤطّرين ومعلّمي وأساتذة  التربية  البدنية والجماهير التي أصبحت تساهم في تحفيز وتأطير الأطفال المشاركين في هذه الدورة الذين يزداد عددهم  مع  كل نسخة.

19 سنة من الاكتشافات

ومنذ الوهلة الأولى  قررت  مؤسسة  " دليس دانون"   أن تكون وفيّة لسياستها الاجتماعية كمؤسسة مواطنة تجعل  الشباب  من أوكد أولوياتها من خلال التشجيع على ممارسة الرياضة و التأطير وتطوير الفرص لاكتشاف المواهب. و هاهي منذ  19 عاما  تعمل من أجل توفير كافة  مقومات النجاح والتألق لهذه الدورة التي تحظى بإشعاع عالمي كبير.

وقد عملت  " دليس دانون " باستمرار  كي تجعل هؤلاء الأطفال يعيشون  مغامرات حقيقية  ويحلمون  بأن يكونوا  غدا  لاعبين كبارا وربما يحملون الزيّ الوطني ويتطلّعون  إلى بلوغ  أعلى مستوى ممكن . وفي هذا الإطار مكّنت " دليس – دانون "  المئات من الأطفال من فرص إبراز مواهبهم واستطاع  البعض منهم أن يغيّر حياته من خلال الانتقال من الإطار المدرسي إلى إطار الفرق المدنية التي اكتشفت بفضل هذه الدورة كنوزا سرعان ما ضمّتها إلى صفوفها .

الروح الرياضية  والتغذية

وبالإضافة إلى ممارسة رياضة كرة القدم ترتكز دورة كأس " دليس  دانون "  للأمم على  عدّة مبادئ مهمّة لعلّ أهمّها تشجيع  الأطفال على ممارسة الرياضة لتحسين النشاط البدني في إطار مبادئ الروح الرياضية التي تعمل  " دليس دانون " دائما على غرسها لدى الناشئة من خلال الورشات التي تنظمها على هامش كافة  جولات الدورة وتحسيس الأطفال بأهمية التقيّد بنظام حياة مستقيم من أجل النجاح في حياتهم  إلى جانب تحسيسهم أيضا بأهمية العلاقة المباشرة بين التغذية المتوازنة وممارسة الأنشطة البدنية للمحافظة على صحة جيدة.

ومن أجل تحقيق هذه المهمة جنّدت المؤسسة   في كافة محطّات الدورة فرقا كاملة من المختصّين في التغذية لمرافقة القافلة في كافة  الجهات  والإشراف على تقديم  النصائح والمعلومات المفيدة التي تتمحور حول التغذية السلمية والتقيّد  بسلوكات قوامها الانضباط.

ومثلما أشرنا فإن هذه الدورة تمزج بين الفرق المدنية  التي تعتبر مهيكلة  ومنظمة ولها إمكانات أكبر والفرق المدرسية التي تعتبر من الهواة . ورغم هذه الفوارق فقد كانت الفرق المدرسية  تنافس دائما الفرق المدنية  بكل جدية وندّية  ولعلّ وصول  المدرسة الابتدائية " فرحات حشاد بتطاوين  "  إلى الدور النهائي دليل على ما تزخر به براعمها من موهبة وإمكانات لا تختلف كثيرا عمّا نجده لدى الفرق المدنية التي تتمتّع بفرص أكثر وأكبر للتدرب والتنظيم والمنافسات .
ولعلّ تألّق الفرق المدرسية من سنة إلى سنة دليل على كمّ الحماس الذي  زرعته دورة " دليس – دانون " في صفوف هؤلاء الأطفال في كافة أنحاء البلاد .


ولم تبلغ  كأس   " دليس دانون  " هذا  المستوى من النجاح  في تونس فحسب بل في كافة  الدول التي تنظم فيها حول العالم (  32  بلدا) إلى درجة  أنها أصبحت تستهدف  أكثر من مليونين  ونصف مليون  شخص سنويا .
ومثلما أشرنا فإن مدينة برشلونة ستحتضن هذه المرة دورتين في نفس الوقت احتفالا بالذكرى 100 لتأسيس " دانون " والذكرى 20 لانطلاق دروة " كأس دانون  العالمية " . ويشارك لاعبو الترجي أبطال نسخة 2018  في الدورة المؤجّلة صحبة 24 فريقا بعد تعذّر مشاركة بعد الفرق على ما يبدو . أما لاعبي الترجي المتوّجين أمس في عين دراهم ببطولة نسخة 2019 فسيشاركون صحبة 31 فريقا من أنحاء مختلفة من العالم في نهائي 2019 لهذه التظاهرة التي أراد لها منظموها أن تكون في هذه السنة بالذات استثنائية ومميزة على كافة المستويات .
 

التعليقات

علِّق