الدنيا بالمقلوب : تلميذ مرفوض في 12 مدرسة لأنه موهوب وفائق الذكاء ويستوعب أكثر من زملائه ؟؟؟

الدنيا بالمقلوب : تلميذ مرفوض في 12 مدرسة لأنه موهوب وفائق الذكاء ويستوعب أكثر من زملائه ؟؟؟


بصراحة أصابتني دهشة  كبيرة وأنا أطالع هذا الخبر الذي لو صحّ فلن نكون بعيدين عن الطامة الكبرى في هذه البلاد .
فقد أفادت إذاعة " شمس " هذا اليوم الأربعاء 23 جانفي 2019  بأن والدة أحد التلاميذ  وجّهت من خلالها نداءً  " من أجل التدخل لإيجاد حل لوضعية ابنها الموهوب وفائق الذكاء الذي رفضته العديد من المدارس نظرا إلى قدرته العالية على الاستيعاب وذكائه الفائق " .
وحسب نفس المصدر فقد قالت الأم  إن المعلمين رفضوا تدريس ابنها البالغ من العمر 9 سنوات لأنه قادر على استيعاب الدروس في فترة وجيزة مقارنة بزملائه.
وأكدت الأم  أن ابنها درس في 12 مدرسة عمومية  وأنه كان في كل مرة يتعرض إلى ضغوطات من طرف الإطار التربوي بلغت إلى حد التهجم عليه من قبل معلمة.
وأوضح المصدر أن المكلفة بالدمج المدرسي في ديوان وزير التربية  تدخّلت  إذاعيّا وعبّرت عن  " تفهمها لحالة هذا الطفل "  معلنة أن الوزارة أعدت مشروعا  يخصّ الموهوبين وذوي القدرات العالية سيتم تقديمه في الوقت المناسب.
وحسب المصدر ذاته  قالت هذه المسؤولة : "  إنه يمكن التعهد بهذا الطفل تحت غطاء ذوي الاحتياجات الخصوصية. ".
وهذا التصريح الأخير بالذات يثير الشفقة والاستغراب  . فعوض أن تقول " المسؤولة " إن الوزارة سوف تتدخّل بكل قوّة لضمان حقّ هذا التلميذ في الدراسة بصفة طبيعيّة وعادية  فقد اعتبرت  ( بمنطق غريب جدا ) أنه من ذوي الاحتياجات الخصوصية الذين نعرف جميعا أنهم يعانون من صعوبات تحدّ من قدراتهم على الفهم والاستيعاب مثل التلاميذ الأسوياء وليسوا مثل هذا الطفل الذي يتميّز الذكاء الحاد وبالقدرة الفائقة على الاستيعاب . وقد برهنت هذه المسؤولة على عجز الوزارة على التدخل في حالة من المفروض أنها لا تتطلّب " عبقرية " كبيرة لحلّها .  ومن خلال حديثها عن البرنامج الخصوصي للموهوبين قالت بصفة غير مباشرة إن على هذا التلميذ أن يبقى في منزل والديه في انتظار الشروع في تنفيذ برنامج الوزارة المنتظر ؟؟؟.
وبكل المقاييس وإذا صحّ هذا الخبر فإنه كارثة حقيقية تقلب كافة موازين المنطق والمعقول . فقد جرت العادة في كافة دول العالم على أن يتم الاعتناء بصفة خاصة بالأذكياء والموهوبين عسى أن يدرسوا وأن يتفوّقوا ليفيدوا البلاد في ما بعد . لكن أن يصبح التفوّق والذكاء والنبوغ إعاقة وعائقا نرفض بسببها تدريس تلميذ بهذا المستوى فإن هذا ليس له من تفسير سوى أننا في تونس التي يمكن أن نرى فيها أعجب العجائب وأغرب الغرائب طالما بتنا نعيش في عالم يسير بالمعكوس .
ج - م

التعليقات

علِّق