الدكتور أحمد بوعزّي يكتب : ملاحظات حول مقال في موقع نواة

الدكتور أحمد بوعزّي يكتب : ملاحظات حول مقال في موقع نواة

بقلم : د. أحمد بوعزّي

عند قراءتي مقالا معنونا " تحقيق إستقصائي: جبل الشعانبي.. حقائق مرعبة تفضح “مسرحية” الإرهاب" لم أستطع صبرا وأردت أن أعلّق عليه لأن الصحافي يتهمنا ضمنيا بالغباء ويتهم جيشنا ومخابراتنا وضباط الأمن التونسيين بالغباء والخيانة، وقد اخترت بعض الاستشهادات من المقال ووضعتها بين معكّفين وكتبت تحتها رأيي فيها، وأرجو أن يعتبر موقع نواة أن ما أقوم به في الحقيقة هو مساعدتهم على عدم ضياع مصداقيتهم لأن مثل هذه المقالات تضربها في الصميم. وشكرا على سعة صدرهم، وأرجو منهم أن يرفضوا نشر مثل هذه الطرّهات.
"سائح جزائريّ تبيّن لاحقا أنّه عنصر تابع للمخابرات العسكرية الجزائرية تمّ تكليفه منذ موفّى ديسمبر المنقضي بمهمّة استخباراتية في مناطق الشمال الغربي والقصرين في اطار التوقّي من خطر الإرهاب."
نحن في تونس تحت حالة الطوارئ وكل تونسي يتعامل مع عون من المخابرات الأجنبية هو خائن يجب أن يقدّم إلى المحكمة العسكرية لينال جزاء خيانته لوطنه وأعتقد أن الصحافي خائن لتونس لأنه لم يش بعون أجنبي يقوم بالجوسسة على بلاده. ثم هل يصدّق عاقل أن عونا من المخابرات عندما يذهب إلى بلد أجنبي ويقابل صحافيا غير محترف لا يعرفه يعترف له بصفته من المخابرات. وإن وقع ذلك فقد خان بلده ووشى بعون استخبارات من بلاده (حتى وإن كان وشى بنفسه) وعرّضه لخطر القتل. وإذا كان صحافي هاو قد استطاع معرفة صفته الاستخباراتية فكيف لا تعرفها المخابرات التونسية. ولذلك فمنطقيا أن عون المخابرات الجزائري كذبة خام.
"البضاعة [الدواء] مطلوبة بكثرة في معسكرات الجهاديين شرق الجزائر حيث يدفع امير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي (معسكر تبسّة) بسخاء لكلّ المهرّبين الذين ينجحون في تزويده بهذه الاغراض التي يتمّ استعمالها لاسعاف “الاخوة المجاهدين” وعلاجهم بعد انتهاء العمليات العسكرية المفاجئة التي تشنّها قوّات الدرك والجيش الجزائريين على معسكرات التدريب ب ”ادرار” و”تيزّي وزّو” وجبل”قابل بوجلال” بالقرب من قرية “الماء الأبيض” من ولاية تبسّة على الحدود التونسية الجزائرية"
الصحافي التونسي يعرف أن أمير القاعدة يسكن في معسكر تبسّة والأمن الجزائري يجهل ذلك، هل يعقل أن بلدا مثل الجزائر فيه مثل هذه المعسكرات الإرهابية والبعض من مواطنيه يديرون الإرهاب في المغرب الإسلامي وفي الساحل الإفريقي ولم يستطع السيطرة عليها منذ 20 سنة هو قادر على معرفة المعسكرات في تونس بدقة بمجرّد إرسال عون من المخابرات غير محترف (يشي بنفسه لمجهول)
"بطلب مسبق من عدد من المهرّبين الجزائريين الذّين يتكفّلون بمقايضة هذه البضاعة بكميّات كبيرة من المحروقات ليتمّ في وقت لاحق ايصال تلك البضائع (الأكل والدواء والماء…) عبر المسالك الوعرة الى معسكرات الإرهابيين في جبل الشعانبي"
إذا كان الإرهابيون في تونس وفي محمية الشعانبي بالذات التي لا يمكن الدخول إليها إلا بإذن كتابي فلماذا يحتاج الإرهابيون إلى مرور الدواء التونسي عبر الجزائر ليرجع إلى تونس على يد جزائريين لا يعرفون البلاد. لماذا لا يستلمونه مباشرة من تونس دون مقايضة مع أي شيء.
"تمّ رصدها عبر الأقمار الصناعية"
يظهر أن الصحافي لا يعرف ما هي الاقمار الاصطناعية وبالذات القمر الاصطناعي الجزائري. المنطقة غابية ولا يمكن للطائرات التي تحوّم على ارتفاع بضع مئات من الأمتار من رؤية ما تحت الأغصان فكيف لقمر اصطناعي أن يرى الإرهابيين من بعد آلاف الكلمترات ويعرف أنهم إرهابيون وليسوا مهربين. ولماذا لم ير هذا القمر الارهابيين الذين هاجموا إن أميناس والذين دخلوا بعدة سيارات رباعية الدفع وأسلحة على طول 100 كلم من الحدود الليبية في منطقة عسكرية محصّنة.
"هنالك يدا خفيّة تقوم بإفشاء أسرار تحركاتنا في الجبل للمجموعة الإرهابية"
أشك في أن ضابطا من الحرس قابل الصحافي وحتى وإن وقع ذلك فإني أشك في تشكيه من خيانة الضباط الذين يقودون التمشيط، فحتى وإن شك في تصرّف ضابط فإنه سيشتكيه لضابط أسمى وليس لصحافي مجهول يمكن أن يكون جاسوسا لصالح الخونة.
"مصدرنا استدرك في ختام حديثه قائلا :نحن لا نتّهم قادتنا الميدانيين فهم يواجهون المصير ذاته ومعرّضون أكثر من غيرهم للأذى، بل نوجّه اتّهاماتنا رأسا للسلطة السياسية التي – على ما يبدو – ترغب في إطالة أمد الأزمة وإتاحة المجال للإرهابيين حتى يفلتوا من قبضتنا."
الصحافي يتهم مباشرة وزير الداخلية بخيانة ضباط الحرس، فهل يصدّق أحد أن وزير الداخلية على علم بالمكان الذي يمشّطه الحرس والجيش بدقة، وهل يقصد الصحافي أن الجيش والحرس الوطني مخترقون من طرف القاعدة ويستطيع الخونة منهم أن يتصلوا بالإرهابيين دون التفطّن لهم. هراء، هراء،هراء
"وغادرنا جبل الشعانبي باتّجاه العاصمة"
جبل الشعانبي منطقة عسكرية مغلقة لا يمكن الدخول إليها من طرف صحافي وبالتالي لا يمكن لأي شخص مغادرة مكان لم يدخله.
 

التعليقات

علِّق