الدرس المستفاد من فوضى الإجراءات الجمركية لترامب ....تونس أوّلا و أخيرا

يعيش العالم منذ يوم الأربعاء على تسونامي الإجراءات التي اقرها الرئيس الأمريكي المثير للجدل و التي استهدفت الزيادة في الضرائب الجمركية للبضائع الموردة للولايات المتحدة من كل الدول تقريبا .وقد شملت حتى أماكن وجزر غير مأهولة .
وتندرج هذه الخطوة في إطار مواصلة تنفيذه لجزء من حملته الانتخابية في 2016وهي "أمريكا أوّلا" America First و هو شعار سياسي يعكس توجهاً قومياً وانعزالياً يركّز على مصلحة الولايات المتحدة قبل أي اعتبارات دولية.
ويعارض هذا التوجه السياسات الخارجية التي ترهق أمريكا بتحالفات أو تدخلات عسكرية لا تعود عليها بفائدة مباشرة.كما يهدف إلى حماية الاقتصاد الأمريكي من المنافسة الأجنبية و فرض رسوم جمركية إضافة إلى محاربة الهجرة. الغير شرعية و كذلك تقليص التورط في النزاعات الدولية.
و الواقع أنّ هذا الشعار لايمكن أن يكون حكرا على الولايات المتحدة الأمريكية و لا على ترامب وإنما هو من صميم مقومات السيادة الوطنية للدول رغم ما فيه من شطط الاستعمال الأمريكي حيث قرن بمطلح آخر هو "يوم التحرير" في إشارة إلى اليوم الذي أقرت فيه هذه الرسوم الجمركية.
في تونس أستعمل هذا المصطلح بصيغة "حرب التحرير" مع تباين الاستعمالات لكن الغاية نفسها و هي استعادة السيادة الوطنية سواء كانت سياسية أو اقتصادية .وهي حرب لاعدوّ واضح لها لكنها تستهدف التواكل و الاعتماد على الآخر و الفقر و التخلف و الفساد و الرشوة و تهدف الى تعزيز ثقافة العمل و التعويل على الذات و خلق الثروة و استنباط المشاريع الرائدة .
الرسوم الجمركية التي أقرها ترامب هي أعمق دلالات من ظاهرها و الدروس المستفادة منها أكثر من أضرارها.
ولابدّ أن يتشبّع كل مواطن تونسي بفلسفة تونس أوّلا و أخيرا.
التعليقات
علِّق