بعد الاجراءات  الأخيرة التي  اقرتها الدولة لفائدة القطاع السياحي  من أجل إنقاذه من الوضع الكارثي الذي تردى فيه  يبدو أن  البعض من مؤسسات الدولة ذاتها شرع في تنفيذ هذه الإجراءات كأحسن ما يكون على غرار ما فعلت شركتا  الضوء والماء .
وقبل أن نتعرّض إلى ما فعلته هاتان المؤسستان التابعتان إلى مؤسسات الدولة على ما يبدو نشير إلى أن البنك المركزي على سبيل المثال أعلن يوم الجمعة الماضي 24 جويلية  أنه أرسل منشورا إلى  البنوك يعلمها فيه بتطبيق الإجراءات الإستثنائية لفائدة الوحدات السياحية  التي تأثرت بالهجمة الإرهابية  الأخيرة بسوسة . ويتضمن هذا المنشور7 إجراءات  من أهمها تأجيل تسديد الديون في الأصل وفي الفوائض خلال سنتي 2015 و 2016  وتمكين المؤسسات السياحية  المعنية من قروض جديدة تسدد على 7 سنوات ... وغير ذلك طبعا .
ونأتي الآن إلى مؤسستي الماء والضوء . فبالرغم من تذكير وزارة السياحة بالإجراءات التي أقرتها الدولة تواصل بعض مؤسسات الدولة تجاهل هذه الإجراءات . وفي هذا الإطار قامت الشركتان بتهديد العديد من النزل بنابل وسوسة والمنستير وجربة بالخصوص بقطع الماء والكهرباء  إذا لم يتم الخلاص في 48 ساعة من خلال تنابيه أرسلت بداية هذا الأسبوع  بالرغم من أن هاتين الشركتين على علم بقرار الحكومة إعادة جدولة ديون المؤسسات السياحية لفائدتها .
ومن الطبيعي جدا أن يثير هذا التصرّف الغريب  للشركتين ( وكأنهما متفقتان على الأذى ) غضب أصحاب المؤسسات السياحية الذين احتاروا ولم يجدوا  من يساعدهم فعلا وليس قولا على تجاوز الصعوبات  التي تهدد اليوم أكثر من أي وقت مضى بغلق مئات الوحدات السياحية وتشريد مئات الآلاف من العاملين فيها .
ج.م