الجمعيات في قابس: إصرار المتطوعين وتواصل مماطلة المسؤولين: جمعية القاصرين عن الحركة العضوية بقابس الغربية نموذجات الحصري
كان سقف الآمال سنة 1992 عاليا حين بُعثت جمعية القاصرين عن الحركة العضوية بقابس الغربية وتعالى السقف عن دنس الاستغلال البشع رغم رداءة المناخ في السنين العجاف تلك وتمكن الساهرون على الجمعية وعلى رأسهم السيد صادق الشريف من تحقيق ما وعدوا به أنفسهم فبعثوا مشروع خياطة للمعاقين مختص في مستلزمات الرضع ومشروع التطريز الالكتروني والرسم على الخزف والبلور، إضافة إلى بعث جمعية رياضية للمعاقين أهدت تونس في الألعاب الأولمبية بالصين سنة 2008 خمس ميداليات فضلا عن بطولات إفريقية وعربية متعددة ومختلفة. كل هذه المفاخر جلب إليها أنظارا عديدة من داخل تونس وخارجها فالسيدة إليزابات برينياس الناشطة الهولندية في مجال العمل الجمعياتي كانت يدها سخية على الجمعية إذ ساهمت في إنشاء مركز علاج طبيعي بقيمة 180 ألف دينار تونسي وهو للأسف مركز مغلق الآن لأن إدارة الكنام رفضت أن يكون المركز مشمولا بتغطية استرجاع المصاريف وليس خافيا أن تكاليف إنجاز هذا المركز وإن بدت عالية السقف فإن اعتماد المركز لا يسمح بتغطية العلاج وهو ما يجعل تدخل الكنام أكيدا ليُتقاسم الحِمل الذي يعجز عنه هيكل واحد, وزيادة على هذا المركز وقع بعث مركز اصطيافي للمعاقين بكلفة 500 ألف دينار تونسي موجه لسياحة المعاقين وهو أيضا مغلق بسبب رفض وزارة الشؤون الاجتماعية تمكين الجمعية من حافلة لا غنى عنها إذا تحدثنا عن السياحة, وإذا كانت مثل هذه الممارسات مألوفة في النظام السابق ومتكررة في عهده فإن المتأمل اليوم في المشهد السياسي العام يستنكر تواصل هذا الرفض وهذا التجاهل الذي بسببه يبقى مركزان بمثل هذه القيمة تذروهما الرياح وأشدها رياح النسيان التي تجعل الإدارة تضرب عرض الحائط بأحلام من قست عليهم الطبيعة ولما وجدوا الرحمة في قلوب الساهرين على الجمعية فوجئوا بقساوة السلطات المعنية فكانت سببا لضعف أداء جمعيتهم ولعل نظرة عاقلة للواقع الذي عليه هؤلاء المعاقين تجعلنا نؤمن أن من أولويات ما بعد الثورة أن يولَد فينا الإنسان بمعنى أن ننظر إلى كل الناس نظرة إنسانية مجردة من الحسابات الضيقة والتعلات الواهية التي لا يملك القابعون خلف الكراسي لا فوقها والمتخفون وراء المكاتب غير أن يرددوا: المسألة صعبة فهل إلى خروج من سبيل؟؟
التعليقات
علِّق