التوقيع على بعث " تحالف منظمات أصحاب العمل بالبلدان الفرنكوفونية"
احتضن مقر الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية اليوم الثلاثاء 29 مارس 2022، موكب التوقيع على بعث "تحالف منظمات أصحاب العمل بالبلدان الفرنكوفونية" بحضور 23 منظمة أعمال، من بين 31 منظمة التزمت بالانخراط في هذا التحالف.
وشهدت الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء حضور السيدة نجلاء بودن رئيسة الحكومة التونسية، والسيد سمير ماجول رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، والسيد Geoffrey Roux de Bézieux رئيس منظمة الأعراف الفرنسية MEDEF، بمشاركة رؤساء وممثلي منظمات أصحاب العمل بالبلدان الفرنكفونية، كما شهد هذا الحدث حضور محافظ البنك المركزي التونسي وعدد من الوزراء والسفراء.
وأعلن السيد سمير ماجول في افتتاحه للجلسة ميلاد "تحالف منظمات أصحاب العمل بالبلدان الفرنكفونية"، ووضع "اتفاق تونس" والذي جاء بعد الدعوة إلى خلق فرنكفونية اقتصادية والتي أطلقها أصحاب العمل في باريس قبل 7 أشهر.
وأضاف رئيس الاتحاد أن هذا التحالف ولد وسط مرحلة يشهد فيها العالم توترا وأزمات متعاقبة، مؤكدا أن دور أصحاب العمل المساعدة على تحقيق التوازن لما فيه خير البلدان والشعوب والاقتصاد والمؤسسات.
وأضاف السيد سمير ماجول أن هذا الفضاء لديه كل الإمكانيات لخلق فرص حقيقية لسكانه، وأيضا لبقية العالم، مشيرا إلى أنه وبجانب اللغة المشتركة، فهذا الفضاء الفرنكفوني يشكل 20% من التجارة العالمية، و16% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، و14% من احتياطيات الطاقة والتعدين، ويحوز مراكز مالية متقدّمة، وقانون للأعمال يحضى بقاعدة مشتركة، وديموغرافيا ديناميكية من الشباب وأصحاب التكوين العالي، إضافة إلى المؤسسات العاملة في جميع القطاعات الاقتصادية، المجدّدة والتنافسية، مضيفا أن ثروة الفرنكفونية تتأتّى من نمو التدفقات بين مؤسسات بلدانها، ومن المزيد من المبادلات التجارية والاستثمار المشترك ودعم الشراكات.
وأكد السيد سمير ماجول أن مجموعات العمل داخل التحالف بدأت في العمل والهدف بعث تحالف فرنكفوني اقتصادي يتألف من اجراءات وحلول، بشأن التحديات التي نواجهها وابرزها التحول الإيكولوجي والتموقع الاستراتيجي، وتعزيز البنى التحتية والانتقال الرقمي.
ودعا رئيس الاتحاد أعضاء التحالف إلى اغتنام فرصة تنظيم قمة الفرنكفونية في جربة في شهر نوفمبر القادم، وذلك من خلال تنظيم منتدى دولي اقتصادي على هامش القمة السياسية لإيصال رسائل أصحاب العمل إلى رؤساء الدول والحكومات بشأن عديد القضايا التي تتمحور حول السيادة في المجال الصحي والغذائي والطاقي والرقمي والمالي.
من جهته أكد السيد Geoffrey Roux de Bézieux رئيس منظمة الأعراف الفرنسية MEDEF أن حلم بعث هذا التحالف قد تحقق، ليأتي "اتفاق تونس" بعد 7 أشهر من لقاء باريس وبعد الأزمات المتعاقبة التي يشهدها العالم، وبإرادة جسمها أصحاب العمل لوضع آليات لتكون هناك "فرنكفونية المؤسسات الاقتصادية".
وأضاف رئيس MEDEFأن الفرنكفونية كانت دائما وعبر التاريخ مبنية على أسس لغوية وثقافية وتعليمية، لنمر اليوم إلى الفرنكفونية الاقتصادية، والتي تدعمها الأرقام الهامة التي يشكلها هذا الفضاء في التجارة العالمية وفي الناتج المحلي الاجمالي العالمي ومن احتياطات الطاقة والتعدين، وأهمية اللغة الفرنسية التي تحتل المرتبة الثالثة كلغة أعمال، كل ذلك يمثل إمكانات هامة لا بدّ من استغلالها أكثر، لا لمعارضة فضاءات أخرى بل من أجل تعزيز التكامل والتقارب بين الشعوب خاصة مع ما يحصل اليوم في شرق أوروبا.
واكد رئيس ميداف أن مجموعات العمل داخل التحالف انطلقت في عملها بالفعل، وسيكون شهر أكتوبر القادم في أبيدجان موعدا للقاء الثاني لأصحاب العمل في البلدان الفرنكفونية، وفرصة لتقديم اقتراحات وحلول لجميع التحديات التي تواجهها بلداننا، مشدّدا على أن هجرة الكفاءات هو إحدى القضايا الشائكة التي يمكن مناقشتها في هذا الفضاء.
السيدة نجلاء بودن رئيسة الحكومة أكدت في مداخلتها أهمية هذا اللقاء الذي يهدف إلى إعطاء مضمون لفرانكوفونية اقتصادية أكثر نشاطًا ، والتي تم تحديد الخطوط العريضة لها خلال الاجتماع الأخير لأصحاب الأعمال في البلدان الفرنكفونية في باريس في شهر أوت 2021 ".
وشدّدت رئيسة الحكومة على أهمية إطار الشراكة الاقتصادية الجديد، نظرا للتحديات التي تواجهها البلدان الفرنكفونية في الشمال والجنوب وهو ما يتطلب قدرًا أكبر من التقارب والتضامن على خلفية الأزمة الصحية والصراع في أوكرانيا و تشعباتها الاجتماعية والاقتصادية ".
وأكدت رئيسة الحكومة إلى أن تحالف أصحاب العمل في البلدان الفرنكفونية له أهمية خاصة لأنه يوفر منصة مناسبة وتمشي مبتكر وطموح بهدف تكثيف المبادلات الاقتصادية واستغلال جميع الإمكانات الاقتصادية التي تمتلكها البلدان الفرنكفونية، وأشارت رئيسة الحكومة إلى أنه بالإضافة إلى القاعدة الثقافية واللغوية المشتركة، يمثل هذا الفضاء سوقًا لأكثر من 500 مليون شخص ويساهم بنسبة 16٪ من الناتج المحلي الإجمالي للعالم، وبمعدل نمو سنوي يبلغ 7٪، لذلك لا بد من اغتنام كل الفرص المتاحة وتجميع كل الموارد بهدف غرس ديناميكية اقتصادية في الفرنكوفونية على حدّ تعبيرها.
وأعلنت السيدة نجلاء بودن أن تونس ستساهم في تعزيز البعد الاقتصادي لمشروع الفرنكوفونية بهدف جعله رافعة للنمو، مشدّدة على دور القطاع الخاص الحاسم في هذا الصدد الذي ينسجم مع جهود كل الفاعلين في بلادنا، مضيفة أن تحالف أصحاب العمل في البلدان الفرنكفونية قادر على دعم ديناميكيات النمو في فضاءاتنا المشتركة وتسريع مرونتها الاقتصادية، ولذلك سيتم التركيز في العمل الاقتصادي للحكومة على القطاعات المبتكرة ذات القيمة المضافة العالية مثل الاقتصاد الأخضر، والاقتصاد الأزرق، والطاقات المتجددة، والتكنولوجيا الرقمية، والبنية التحتية المرنة، والبحث والتطوير والابتكار، والصحة، والزراعة المستدامة والصناعات الغذائية.
وأكدت رئيسة الحكومة على الإمكانات التي تتوفر في بلداننا الفرنكفونية وخاصة الرأس المال البشري حيث سيمثل الشباب ثلاثة أرباع السكان في الفضاء الفرنكفوني بحلول سنة 2060، إضافة إلى أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص في دعم اقتصاديات بلداننا وازدهارها.
وأكدت رئيسة الحكومة أن تونس، التي ستستضيف الدورة 18 لقمة الفرنكفونية في نوفمبر القادم، ستضع الاقتصاد في قلب جدول الأعمال الفرانكوفونية، من خلال المنتدى الاقتصادي الفرانكفوني الذي سيعقد يومي 20 و 21 نوفمبر 2022.
التوقيع على اتفاق تونس
إثر الجلسة الافتتاحية تولى 23 من رؤساء منظمات أصحاب العمل في البلدان الفرنكفونية الحاضرين في مقر الاتحاد التوقيع على اتفاق تونس من بين 27 منظمة أعلنت التزامها التوقيع على الاتفاق.
جلسة مغلقة
على اثر الجلسة الافتتاحية لإعلان بعث "تحالف منظمات أصحاب العمل بالبلدان الفرنكوفونية" اجتمع رؤساء المنظمات المشاركة في جلسة مغلقة للنظر في مشروع القانون الأساسي واختيار رئيس ونواب للرئيس،
ندوة صحفية
عقد إثر الجلسة المغلقة كل من السيد سمير ماجول رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والسيد Geoffrey Roux de Bézieux رئيس منظمة الأعراف الفرنسية MEDEF ندوة صحفية أعلنا فيها بعث "تحالف منظمات أصحاب العمل بالبلدان الفرنكوفونية" وسلطا فيها الضوء على المزايا التي سيوفرها هذا التحالف للمنطقة الفرنكفونية والتحديات التي يواجهها.
وأكد رئيس منظمة الأعراف الفرنسية أن هذا التحالف يهدف الى إنشاء روابط وفرص عمل بين منظمات أصحاب العمل، واضاف أن هذا اللقاء خصص للجوانب المؤسسية، حيث ستكون فرص العمل بين المؤسسات الاقتصادية محور اللقاء الثاني لمنظمات أصحاب العمل في البلدان الفرنكفونية في أبيدجان في 27 و28 أكتوبر القادم، وأضاف أن هذه البادرة تعود لمنظمة الأعراف الفرنسية، خاصة وأن الفرنكفونية كانت دائما قائمة على أسس دبلوماسية وثقافية وتعليمية ولغوية ولم تكن أبدا اقتصادية، مع أن دول الكومنولث خلقوا رباطا اقتصاديا.
وأبدى رئيس ال MEDEF فخره بهذا المولود بعد 7 أشهر من انطلاق الفكرة وبمجموعات العمل التي تكونت صلبه والقضايا التي ستعمل عليها.
من جانبه هنأ رئيس الاتحاد السيد سمير ماجول نظيره السيد Geoffrey Roux de Bézieux بانتخابه رئيسا لتحالف منظمات أصحاب العمل بالبلدان الفرنكفونية،
مشيرا إلى أن بعث هذا التحالف انطلق بأسئلة حول الفرنكفونية ولمادا يقع سجنها داخل الأطر السياسية والثقافية واللغوية وخارج السياق الاقتصادي، وبالنظر إلى اتحاد الكومنولث الذي نجح في أن يكون تجمعا اقتصاديا، ورافعة للنمو الاقتصادي، ومن هذا المنطلق انطلقت الفكرة من أصحاب منظمات العمل الذين يمثلون القطاع الخاص ويمثلون الاقتصاد ،
وأضاف رئيس الاتحاد أن اجتماع باريس مثّل الحلقة الأولى التي طٌرح فيها بعد تفكير ونقاشات فكرة تطوير فضاء اقتصادي يحرّر الاقتصاد الخاص، ويعمل على تجاوز الحواجز الجمركية وغير الجمركية، ودمج الاقتصاد، ويبحث عن كل نقاط النمو التي لم يقع استغلالها، مؤكدا أن أصحاب العمل مسؤولون عن الاقتصاد في بلدانهم وعن الأجيال القادمة.
وأكد رئيس الاتحاد ضرورة التفكير مليا في التحولات التي يشهدها العالم اليوم وتداعيات جائحة كورونا على اقتصاديات البلدان، والحرب الدائرة في شرق أوروبا أيضا وتداعياتها على الاقتصاد وعلى الأمن الغذائي والطاقي، مضيفا أن هذا التجمع من أهدافه التفكير سويا لإنقاذ ما شيدته أجيال متعاقبة،
وطرح السيد سمير ماجول قضية هجرة الشباب، وضرورة خلق مناخ ملائم لاستبقاء الكفاءات، مشدّدا على أهمية تصدير الذكاء والدور الذي تلعبه الكفاءات التونسية في الخارج في تمثيل بلادنا، مضيفا أن الفضاء المشترك بين البلدان الفرنكفونية بإمكانه الاستفادة من العدد الهام من الشباب ومن اللغة المشتركة.
التعليقات
علِّق