التوجهات المستحدثة للمسرح الوطني

التوجهات المستحدثة للمسرح الوطني

تحرص مؤسسة المسرح الوطني التونسي على إبقاء شعلة المسرح مضيئة ومتوهجة في اقتراح لجماليات مسرحية مغايرة ومعاصرة.  ويراهن  المدير العام للمسرح الوطني  معز المرابط  على تنفيذ  استراتيجية عمل هدفها الأساسي الدفع نحو حراك مسرحي قادر على تحقيق نقلة نوعية في مستوى التجربة المسرحية التونسية قصد تدشين مرحلة جديدة من الإبداع المسرحي التونسي تدعم رصيد هذه التجربة الفارقة على المستوى الإقليمي وتساهم في إثرائها بأعمال تكرس تميزها وتمكّن من تعزيز مكانتها بفضل رؤى جمالية وفنية مستحدثة وآليات إنتاج وترويج مبتكرة.

وفي انفتاح على أجيال ومدارس وتيارات فنية متنوعة وفي شراكة مع مراكز الفنون الدرامية والركحية، قامت مؤسسة  المسرح الوطني التونسي تحت إشراف المدير العام معز المرابط بإنتاج 7 أعمال جديدة تختلف في أساليب الكتابة والإخراج وتنهل من مراجع ومرجعيات متنوعة  لكنها تتقاطع في الدعوة إلى عالم أكثر سلم وسلام وجمال.  تحمل هذه العروض الجديدة العناوين التالية:  "كتاب علاء الدين" لمختار الوزير و"قودزيلا، الظاهرة" لأوس إبراهيم، و"حلمت بيك البارح"  للبني مليكة وإبراهيم جمعة و"قرط" لمحمد البوسعيدي و"برضاك"  الأسعد الصلعاني و"رقصة سماء"  للطاهر عيسى  بن العربي و"آخر البحر " للفاضل الجعايبي. وتتواصل بقاعة الفن الرابع بالعاصمة،  سلسلة العروض الخاصة  بهذه الإنتاجات الجديدة  التي خلقت حيوية  وديناميكية في المشهد المسرحي التونسي. 

تلتقي باقة الإنتاجات الجديدة للمسرح الوطني - والتي بلغ عددها سبعة عروض مختلفة المناخات والتقنيات والنكهات - عند الرغبة في الدفع باتجاه التجريب المسرحي وربط الممارسة المسرحية بالممارسات الفنية الأخرى والفنون المستحدثة لخلق مساحات إبداعية جديدة، وللانفتاح على مختلف التجارب المسرحية المتميزة باختلاف مرجعياتها وأساليبها ومدارسها الفنية في تونس وخارجها.

احتفاء باليوم العالمي للمسرح الموافق ليوم 27 مارس من كل سنة، وكامتداد لتظاهرة أسبوع اليوم العالمي للمسرح، ينظم المسرح الوطني التونسي تظاهرة "تونس مسارح العالم". ويقدم هذا المهرجان مجموعة من الأعمال المسرحية والفنية، التونسية والدولية، لتجسيد فكرة كونية الفن المسرحي وعمقه الإنساني الذي يخترق الحدود ويؤكد أنّ اختلاف الرؤى الفنية للمسرحيين التي تتشكل على الركح  مشاهدا وأحداثا، إنما هي تأسيس فني بديع لحضارة البشرية جمعاء التي  يظل يجمعها فوق هذه الأرض قاسم مشترك على اختلاف الأمكنة والأعراق والثقافات.

كما يتجدد الموعد في شهر رمضان الكريم مع تظاهرة "تجليات الحلفاوين" التي سيحتضنها قصر المسرح بالحلفاوين والبطحاء المتاخمة له في اختيار مدروس لبرمجة  متناغمة مع الرمزية الثقافية والتاريخية لهذا المكان. وتجمع برمجتها ما بين المسرح والموسيقى والرقص والفنون البصرية لتقديم منتوج فني متنوع ومتميز. ما بين بحث في كنه الخلق وفي كنه الإبداع، تتلألأ "تجليات الحلفاوين" بعروضها الفنية في ليالي رمضان وسط بطحاء أشهر الأحياء الشعبية في تونس، لتمحو المسافات بين ما هو روحاني وما هو فني، ولتؤكد أنّ هذا التمازج لا يزيد النفس البشرية إلا صفاء ونقاء، حتى ترتقي إلى مرتبة المصالحة مع الذات والحياة.

 وفي شهر نوفمبر 2024 وبعد نجاح الدورة الأولى من "المهرجان الوطني للمسرح التونسي- مواسم الإبداع "، ينظّم المسرح الوطني التونسي  الدورة الثانية  لهذا المهرجان في إحياء  لذاكرة "المهرجان الوطني للمسرح  التونسي" سابقا.  ويطمح "المهرجان الوطني للمسرح التونسي- مواسم الإبداع " إلى تشجيع روح الابتكار وتحفيز مَلَكَة  الإبداع  لدى  الفنانين التونسيين  من أجل تحريضهم  على مزيد  العطاء  وإغواء أكبر عدد من المتابعين للإقبال على العروض المسرحية في توطيد لعلاقات التبادل والتفاعل والحوار بين المبدعين والنقاد والجمهور. وتهدف "جوائز الإبداع المسرحي التونسي" إلى تتويج  الأعمال المسرحية  المتميزة  تثمينا  لجهود الفنانين التونسيين في  تطوير جماليات  الفن الرابع وتجديد أساليبه وأدواته، واعترافا  بدورهم الطلائعي  في قيادة المجتمع  نحو الأفضل والأجمل. 

التعليقات

علِّق