الأوكران مرعوبون من قطع  الأموال الأمريكية..السيناريوهات المحتملة 

الأوكران مرعوبون من قطع  الأموال الأمريكية..السيناريوهات المحتملة 

بقلم ريم بالخذيري

لاشكّ أن ثاني أكبر المتضررين من الحرب على غزة هم الأوكران الذين بدورهم يخوضون حربا مع الرّوس ممولة في أكثر من 80بالمائة منها من الغرب و خاصة الولايات المتحدة الأمريكية.و التي وجّهت كل اهتمامها ودعمها لإسرائيل منذ 7أكتوبر 2023 وقد حوّلت الى اليوم الدفعة الأكبر من  مساعدات طارئة بمبلغ 10 مليارات دولار فضلا عن الكم الهائل من الأسلحة و لمساعدات العينية و اللوجستية و التي كانت تتمتع بها أوكرانيا و فجأة حرمت منها أو تقلصت بشكل كبير.
ويؤكّد ملاحظون أن الكونغرس الأمريكي لن يسمح بمواصلة تمويل أوكرانيا بنفس النسق الذي كان قبل اندلاع الحرب في غزة .
في هذا الاطار قال قال فاليري تشالي، وهو ديبلوماسي و  سفير أوكراني سابق في واشنطن، إن سلطات بلاده متشائمة من الوضع الحالي و خلال حسابها لمختلف سيناريوهات (مواصلة الدعم الغربي أو تقليصه أو قطعه تماما) حصولها على  مزيد من المساعدات الدولية، اصطدمت بأسوأ نتيجة ممكنة.
وشدد تشالي إن سلطات كييف كانت خلال مناقشتها للسيناريوهات الثلاثة المتعلقة بالمساعدة الغربية، "لسبب ما تأمل بحدوث الخيار الأكثر تفاؤلا، لكن ما حدث بالفعل، ويحدث الآن، هو السيناريو الأسوأ، حيث تنوي مجموعة من الجمهوريين، كان من بينهم رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون، استبعاد موضوع تقديم المساعدة لأوكرانيا. ويبقى غامضا طبعا ما يمكن توقعه في المستقبل".
آخر التقارير تؤكّد أن أوكرانيا بحاجة ماسة الى 35 مليار دولار في العام المقبل لمواجهة العجز الحاصل في ميزانيتها وهي تعوّل في ذلك على الولايات المتحدة الأمريكية .لكن الرئيس بايدن وقّع يوم الجمعة الماضي على مسودة الميزانية التي وافق عليها الكونغرس لمواصلة تمويل الحكومة الفدرالية، دون أن تتضمن الخطة مساعدات إضافية لإسرائيل أو أوكرانيا.
وهذا ما يعني آليا فكّ الحزب الجمهوري  الارتباط مع نظام كييف بعد أن أصبح الدعم في علم الغيب .
واذا ما حدث هذا السيناريو خاصة مع إطالة أمد الحرب في الشرق الأوسط فسيكون أجمل هذيّة تقدّم لروسيا التي يقول خبراء أن أوكرانيا لن تصمد دون هذه المساعدات 24ساعة في وجه موسكو .
و الأسئلة المطروحة هي:
 *هل يمكن للولايات المتحدة أن تقبل بخسارتها أمام روسيا في أوكرانيا؟
 *وهل يمكن للأوروبيين تحمّل انتصار بوتين والذي سيكون له تكاليف باهضة على مصالحهم على تخوم أوروبا وفي افريقيا و في الشرق الأوسط خاصة وأنّ لروسيا حليف قوي هو ايران لن يتوانى في اغراق الولايات المتحدة في مستنقع غزة لفك ارتباطها مع أوكرانيا .
ومن هنا يبدو واضحا أن الحرب على غزة ومنذ يومها الأول تجاوزت حدود المكان و الزمان ونهايتها و الشكل الذي ستنتهي عليه سيحدّد خارطة جيوسياسية جديدة .

التعليقات

علِّق