الأسعار تحرق أكثر من النار وتلفزتنا " الوطنية " تعرض علينا أسعارا من عهد الاستعمار

الأسعار تحرق أكثر من النار وتلفزتنا  " الوطنية " تعرض علينا أسعارا من  عهد الاستعمار

منذ الصباح الباكر لهذا اليوم 4 سبتمبر 2022 لاحظت أن أغلب تعليقات روّاد " الفايسبوك " كانت تقريبا في اتجاه واحد وهو نشرة الأنباء الرئيسية بالتلفزة التونسية ليوم 3 سبتمبر 2022.

أما السبب فتجسّده هذه الصورة التي ترون ومن خلالها نرى جميعا أن الخوخ والتفاح لا يتجاوز سعر كلّ منهما 700 مليم ... في وقت يشتكي فيه كل التونسيين من غلاء في الأسعار لا مثيل له على  الإطلاق بالإضافة إلى فقدان الكثير من المواد الاستهلاكية.

في البداية ظننت أن الحكاية " فصل " آخر حبكت خيوطه تلك الصفحات التي باتت متخصصة في التشويه وإثارة الناس ضدّ من تعتبره " منقلب " وبكل الطرق بما فيها الكذب والتضليل ونشر الأخبار الزائفة.

وعندما شاهدت الشريط هذا المساء مسجّلا " دخت في أمري " بكل صراحة . فالأسعار البخسة جدا التي حكى عنها الناس  بتهكّم كبير موجودة ... ولعلّ ما يطير العقل حقّا هو كيف تسرّبت تلك الأسعار إلى  " ريبورتاج " بدأ بالتذمّر من غلاء الأسعار وانتهى كذلك بالتذمّر من غلاء الأسعار؟؟؟. فالواضح أن تلك الأسعار ( 700 مليم للخوخ والتفاح ) أسعار قيمة جدّا ... وبالتدقيق قليلا في الريبورتاج ستلاحظون أنه ليس نفس المكان الذي تم فيه تصوير السلع الأخرى التي تحمل أسعارا  " طايرة " في السماء. كما أن تلك اللقطات التي رافقتها تلك الأسعار الغريبة لم يعلّق عليها أحد في الريبورتاج ممّا يدلّ على أنها مسقطة إسقاطا ولا علاقة لها بالريبورتاج الذي تم بثّه في النشرة.

وفي الأثناء " شبعت " التلفزة الوطنية سبّا وشتما من قبل البعض ... وقال آخرون مرة أخرى " إن ذلك نتيجة أو صنيعة إعلام العار " ... بينما مال آخرون إلى التندّر فقال أحدهم على سبيل المثال إن على كل من يرغب في شراء الخضر والغلال بأرخص الأسعار أن يتوجّه فورا إلى مقرّ الجامعة العربيّة بتونس سابقا ... ويقصدون طبعا مقر التلفزة التونسية... إلى غير ذلك من ردود الفعل التي أفرزتها هذه الفضيحة.

ولعلّي لا أبالغ عندما أجد خيطا رابطا بين ما حدث من " أخطاء " في كتاب الفرنسية للسنة الثالثة من التعليم الأساسي وما حدث في هذه النشرة الرئيسية للأنباء. ففي كلا الحالتين لا يقبل العقل السليم أن تتسرّب تلك الأخطاء إذا علمنا بأن الأمر وراءه من يراقب ومن يصلح ومن يتابع ... وغير ذلك من عمليات التأكّد. من هنا يأتي الاستغراب : كيف وصلت صور تلك الأسعار إلى الريبورتاج الخاص بغلاء الأسعار؟؟؟.

وفي انتظار الإجابة التي تقنع دعونا نسأل سؤالا بات حقيقة " أحمق " من كثرة ما ردّدناه على  من يهمّهم الأمر في التلفزة لكن لا حياة لمن تنادي : لماذا لم تصدر التلفزة ولو فقرة صغيرة وجيزة توضّح فيها حقيقة ما حصل حتى يفهم الناس ما علاقة هذا بذلك ويلتمسوا لها العذر؟. أم ترى الأمر لا يعنيها لأنها ( مثلما يقول كثيرون ) تعوّدت على الشتائم فصارت لا تحرّك لها شعرة ؟؟؟.

جمال المالكي

التعليقات

علِّق