الأسد يدعم حفتر؟

 الأسد  يدعم حفتر؟

 

لا يستغرب مراقبون التقارب بين بشار الأسد وخليفة حفتر؛ إذ يرون أن تعاونهما يصب في مصلحة استمرار وجودهما؛ وهو ما يسعى إليه الأسد الذي يهمه إسكات غضب الشعوب العربية لكيلا تثير غضب السوريين على السلطة بشكل أكبر لا يسعه احتواءه.

ووفقاً للمحلل السياسي  إبراهيم العلبي، فإن "دعم الأسد لحفتر بالمرتزقة ليس جديداً"، إذ يشير إلى أن "هذا الدعم على الأغلب ليس إلا امتداداً لدعم النظام السوري لنظام معمر القذافي إبان الثورة الليبية".

وقال: إن "حفتر هو سليل هذا النظام (القذافي) ووريثه في نظر بعض داعميه، والأمل بعودة ليبيا إلى حكم العسكر وقمع الشعب الليبي في نظر البعض الآخر".

واستطرد في حديثه لـموقع "الخليج أونلاين" قائلاً: "بناء على ذلك لا غرابة في أن يدعم الأسد حفتر، أو أن يشبهه في استدعاء المرتزقة الأجانب حتى وإن كان ذلك تحت قناع الدعم الحكومي".

ويرى العلبي أن "الجامع المشترك بين الرجلين هو فقدان الشرعية؛ فالأسد فقدها في نظر المجتمع الدولي والأهم في نظر المجتمع السوري منذ أول طلقة رصاص لقمع الاحتجاجات".

في حين أن حفتر -يقول العلبي- لم يكسب أي شرعية ولو للحظة واحدة في نظر الشعب الليبي، لكن دولاً إقليمية عرفت بتدخلاتها "الهدامة والمناوئة لتطلعات الشعوب" حاولت مراراً تلميعه وإلباسه ثوب الشرعية عنوة وإرغاماً للشعب الليبي، وهو ما لم يتحقق.

وأضاف: "الأسد كما كل المستبدين والانقلابيين والأنظمة العربية المهترئة، مهما عادى بعضها بعضاً يعودون إلى دعم بعضهم البعض عندما يواجه أحدهم انتفاضة شعبية".

كل ذلك بحسب العلبي "حتى لا تتكرس معادلة جديدة في المنطقة؛ وهي معادلة إرادة الشعوب هي التي تصنع حكامها وليس العكس، ولأن نجاح هذه المعادلة في أي دولة من دول المنطقة لن يقف عند حدودها وسيعبرها إلى البقية دون حواجز نفسية مصطنعة".

وفق اعتقاد المحلل السياسي السوري فإن "الأنظمة العربية تخاف من سقوط أي منها تحت وطأة الغضب الشعبي؛ لأن هذا يمنح الأمل الكبير المحفز للشعوب الأخرى في كل المنطقة مهما بعدت المسافات في تحقيق حلم التغيير".

وختم يقول: "السعودية التي كانت تعادي القذافي امتنعت تماماً عن المشاركة في إسقاطه، ولم تدعم ذلك ولا حتى بالكلام، وترددت كثيراً في التعامل مع المجلس الانتقالي. وبمجرد أن أصبحت الفرصة مواتية خرج الانقلابي حفتر ليحظى بشرعية من السعودية والإمارات وشركائهما".

 

التعليقات

علِّق