رغم الفضائح التي رافقت مؤسسات سبر الآراء خلال انتخابات 23 أكتوبر 2011 من خلال ما قدمته من استفتاءات مغلوطة ومزيفة ، ورغم الصفعة التي وجهها حزب العريضة الشعبية اثر حصوله على ثاني أكبر عدد من المصوتين بعد حركة النهضة ، مازالت مؤسسات سبر الآراء تصر على الضحك على ذقون التونسيين بل واستبلاههم في كثير من الاحيان . 

ولعل " سيقما كونساي " مثال لذلك ، حيث تحاول كل مرة تقزيم عدد من البرامج التلفزية واخراجها في ثوب البرامج الفاشلة مما دفع بالمنشط سمير الوافي لانتقادها في احدى حلقاته واتهامها بالتضليل والتزوير بعد ان صنفت برنامجه الناجح في آخر مراتب نسبة المشاهدة .

أما سياسيا فيبدو من خلال الاحصائيات التي تقدم " سيقما كونساي " ان في تونس شعبين  مختلفين لا شعبا واحدا ... حيث تختار كل شركة سبر آراء الشعب الذي تريده لاستفساره عن مرشح الانتخابات القادمة وعن افضل البرامج التلفزية وغيرها من المواضيع المفصلة على المقاس . 

ومؤخرا تم نشر نتائج الموجة السابعة للبروميتر العربي للديمقراطية الذي أنجزته جمعية منتدى العلوم الاجتماعية التطبيقية حيث اورد في سياق اخر استطلاعات الراي ان حمادي الجبالي المرشح الاول للتونسيين للرئاسة يليه مرشح نداء تونس ، فيما أظهر الاستطلاع ارتفاع نسبة الثقة في الجيش وقوات الامن . في المقابل جاءت استطلاعات الراي لسيقما كونساي متناقضة حيث أظهرت الباجي قائد السبسي في طليعة المرشحين كما اكدت ان الثقة في الامن والجيش تقلصت بنسبة كبيرة وهو ما يدفع للحيرة وللتساؤل عن مصداقية استطلاعات الراي التي تفصلها بعض الشركات وفق غايات وأجندات  سياسية معينة تحاول اظهار طرف أقوى من الاخر على حساب الحقيقة .

يسرى