ارهاب بعض وسائل الاعلام : حجب للحقائق و تشويه متعمّد لسمعة تونس

ارهاب بعض وسائل الاعلام : حجب للحقائق و تشويه متعمّد لسمعة تونس

الحصري - مقال رأي

بقلم : الناصر الرقيق
أحيانا أجدني عاجزا عن الكتابة في موضوع ما و ذلك لندرة الكلمات التي من الممكن أن تعبّر حقّا عن خبايا ذاك الموضوع، و لعلّ من بين المواضيع التي عجز قلمي عن الكتابة فيها، مسألة الإعلام التونسي و تحديدا صنف بذاته من الإعلاميين الذين تمادوا في غيّهم لدرجة لا توصف، لا نعلم بالتحديد أين درست تلك المجاميع و أين تلقّت تكوينها لكن ما نعلمه يقينا أنّهم من خرّجي المدرسة الوهابية ( نسبة لآلهة الإعلام في العهد المخلوعي عبد الوهاب عبد الله )، فجلّ تلك المليشيات الإعلامية تمارس دورا قذرا تعمل من خلاله على تشويه صورة تونس و الحطّ من قدر رموزها السياسية العليا خدمة لأجنداتهم الخاصة و أجندة الأطراف السياسية التي يعملون لمصلحتها، كثيرة هي تقيّؤاتهم الإعلامية العفنة التي لوّثوا بها مسامع التونسيين لدرجة جعلت أغلب النّاس تشكّ في أيّ أخبار تصدر عن تلك المواخير الإعلامية و لو كانت صحيحة، فأن تنشر أخبارا كاذبة و زائفة طوال الوقت ثمّ يحصل و تنشر خبرا صحيحا فمن المؤكّد أنّ الناس لن تصدّقه، و هو تماما ما حصل في موضوع الإرهاب حيث أنّ هذه المسألة الوطنية التي تهمّ الأمن القومي لتونس خضعت لألاعيب تلك المجموعات الإعلامية فتلاعبت بها ظنّا منها أنّها تسجّل نقاطا سياسية على حساب هذا الطرف أو ذاك لِنَخْلُصَ في النهاية لوجود حالة عدم تصديق شعبي تامّ للخطر الإرهابي كردّ فعل على التوظيف الإعلامي القذر للمسألة و هو ما قدر يعسّر من عمل المؤسسة العسكرية و الأمنية في مواجهة الخطر الإرهابي، بل قد يربكها و يحطّ من عزائمها مثلما حصل في شهر رمضان الفارط حين بثّت إحدى القنوات مشاهد التنكيل بجثث جنودنا البواسل و لا نعلم لماذا تمّ ذلك و بأيّ هدف ؟، ألم يكن من الأجدر في تلك اللحظة بثّ أغاني وطنيّة مرفوقة بصور لنجاحات الجيش في الدفاع عن تراب الوطن للرفع من المعنويات، هذا ما نشاهده في أغلب قنوات العالم حين تتعرّض الدول لنائبة من نوائب الزمان، لكن نكبتنا في تونس مضاعفة بوجود مثل هذه الجوائح الإعلامية، ثمّ ألم يصدر تقرير ذات يوم يقول بأن المجموعات الإرهابية تحرّكت بناء على ما تبثّه بعض وسائل الإعلام التونسية حتّى أنّي أذكر أن أحد أفراد قوّات الأمن في القصرين كان قد أستشهد مباشرة إثر ظهوره في تصريح للقناة الوطنية مكشوف الوجه .
لقد تحول بعض الاعلاميون الى قناصة لا يفوتون الفرصة لاقتناص وقتل كل شيئ جميل في تونس .هذه الجرائم الإعلامية المرتكبة في حقّ تونس و أبنائها في الداخل قد لا تساوي شيئا أمام تمادي تلك المليشيات الإعلامية المسلّحة بإمكانات مادية ضخمة في ضرب صورة تونس في الخارج و محاولة زعزعة علاقتها بدول صديقة و شقيقة، و لعلّ آخر هذه الجرائم الموصوفة تعمّد بعض الوسائل  الإعلامية نشر خبر زائف مفاده حصول مشاجرة بين رئيس الجمهورية الدكتور محمد المنصف المرزوقي و العاهل المغربي محمد السادس خلال زيارته لتونس قرر على إثرها الأخير قطع زيارته و العودة لبلاده و رغم نفي ديوان رئاسة الجمهورية و الديوان الملكي المغربي لهذه الأخبار فإن تلك المليشيات الإعلامية واصلت في بثّ الخبر و بطريقة تبعث على التقزّز و الإشمئزاز، طبعا الهدف واضح من وراء بثّ هذه الأراجيف و هو محاولة تعكير العلاقات بين تونس و المغرب خدمة لأطراف داخلية معلومة و كذلك لأطراف خارجية أكثر من مفضوحة إجتمعت على إفساد كلّ تقارب يمكن أن يحصل بين الأشقاء الذي من المؤكّد حتما أنّه سيفسد عليهم كثيرا من طموحاتهم و أحلامهم في مواصلة السيطرة على الشعوب و نهب ثرواتها و مقدّراتها.

التعليقات

علِّق