أعلنت التلفزة الوطنية في بلاغ لها منذ قليل أن برنامج "مع الناس" الذي تبثّه القناة الوطنية الأولى اليوم الثلاثاء 9 جوان انطلاقا من الساعة السادسة مساء إلى الثامنة ليلا سيطرح ثلاثة قضايا مهمة. الأولى متعلقة بشبهة الفساد في الوكالة الوطنية للتبغ والوقيد والثانية قضية وليد زروق والثالثة حقوق ضحايا الاستبداد ومسألة العدالة الانتقالية .
ويُثير تناول موضوع إيقاف وليد زروق وطرحه إلى جانب مواضيع هامة وخطيرة عديد التساؤلات .. فمن جانب أهمية الخبر فلا أحد من التونسيين يعتبر أن خبر إيقاف وليد زروق مهما بالنسبة إليه ، خاصة وأن هذا الأخير لديه سوابق قضائية كثيرة وأحكام سجنية متعددة في قضايا حق عام وجرائم تتعلق بالإبتزاز والتشويه والتهديد والثلب وغيرها من التهم الجنائية .. كما أن زروق قضى معظم السنوات الأخيرة في السجون بعد إدانته في جرائم حق عام اثر تسببه في تشويه وهتك أعراض عائلات وابتزاز رجال أعمال وبالتالي فإن موضوع إيقافه أو إيداعه السجن صار خبرا عاديا بالنسبة للمواطن التونسي وليس مادة إعلامية أو قضية تستحق الإهتمام والتبجيل في التلفزة الوطنية .
الشيئ الثاني هو أن برنامج " مع الناس " قدّم وليد زروق كأمني سابق وهي مغالطة خطيرة لأن هذا الأخير هو عون سجون معزول وتم فصله من عمله لارتكابه خروقات وتجاوزات مهنية خطيرة قبل أن يلبسوه ثوب النقابي المزعوم ... فلو كان زرزق سجين رأي لكنا من أول المدافعين عنه ، لكن جميع قضاياه جنائية ولا علاقة لها بحرية التعبير ولا بأي جانب حقوقي ..
وبالاضافة الى ذلك فإن وليد زروق مواطن تونسي  مثل الآلاف من التونسيين الموقوفين حاليا في قضايا جنائية ، وهم جميعا سواسية و بين أيدي القضاء المستقل الذي سيصدر في حقهم ما يراه مناسبا ، فسجون الإيقاف في تونس تعجّ بالآلاف من الحالات الشبيهة بقضية زروق .. فهل ستتناول التلفزة الوطنية قضايا بقية الموقوفين وتستضيف محاميهم ؟ أم أن زروق " فوق راسو ريشة " ويملك حصانة ونفوذا في التلفزة الوطنية ؟؟  وهل أن قضيه الجنائية أهم في هذا الظرف الإقتصادي والسياسي والإجتماعي الدقيق من قضايا أخرى مثل السياحة والنقل والصحة والمناظرات الوطنية وأصحاب الشهائد العليا المعطلين ؟