إلى متى يقبع الإعلام في قفص الإتهام ؟!

   إلى متى يقبع الإعلام في قفص الإتهام ؟!

 

أصبح الإعتداء اللفظي والمادي على الإعلاميين في تونس من قبل عديد الأطراف من مختلف القطاعات "موضة" تزيَن واجهة تونس اليوم.
 
لاشك وأن حادثة وفاة الرضيع بمستشفى سهلول أعطت إشارة الإنطلاق لشن هجمات شرسة ضد الإعلام التونسي الذي تحامل عليه الأطباء ليوجَهوا له أصابع الإتهام ، واعتبروه الطرف المثير للمشاكل التي يمرَ بها القطاع الصحَي بين الحين والآخر، حتى ان معظمهم ذهب الى ماهو ابعد من ذلك ليتهمه بتورَطه في توتَر العلاقة بين الطبيب والمواطن والتي اصبحت تتَسم بالنفورفي الآونة الأخيرة.
 
فقد أكدت الطبيبة عبيرعمران التي تم الافراج عنها امس والتي تم ايقافها على اثر وفاة رضيع بمستشفى سهلول بسوسة في تصريح لها لإذاعة موزاييك ، انها ضحية الاعلام الذي اتهمته بتضخيم الحادثة ناسية او متناسية -وهي تكيل التهم للإعلاميين- انها في استضافة مؤسسة اعلامية "وليست صحية"هي التي مكنتها من ايصال صوتها للرأي العام كما كانت سببا في الافراج عنها بشكل او بآخر.
 
مسلسل الممارسات اللاَأخلاقية الذي يتعرَض له الإعلاميَون في تونس أصبح يقضَ مضجع الباحثين عن الحقيقة ويثير مخاوفهم خاصة وأن موجة العنف تجاههم تزايدت في الفترة الاخيرة وهو ما يثير عديد التساؤلات المتعلقة بمدى مصداقية هذه الإدعاءات التي تشنَها بعض الأطراف بين الحين والآخر ومصير الإعلام في تونس.
 
ماذا يريد هؤلاء من الإعلام التونسي ؟
هل نسي هؤلاء انهم هم من يلهثون خلف قلم الإعلامي ليبلغوا مشاغلهم ومشاكلهم الى المسؤولين؟
ألم يكن حريَا بهم ان يشكروا فضل الاعلامي التونسي الذي طالما كان منبرا يعتليه كل من هب ودب ، ظالما كان أو مظلوما ، مواطنا اومسؤولا ؟
أليس من بينهم رجل رشيد ينهاهم ويذكرهم بانه لولا الاعلام الذي يقف بالمرصاد لنصرة المظلوم وكشف الحقيقة ، لما سمع لهم صوت ولما قرىء لهم حرف ؟
 
يبدو ان الحاجة للقيام بثورة ثانية أصبحت ملحَة ولكنها هذه المرة ستكون ثورة اعلامية بامتياز ، نعم ثورة يقودها الاعلاميون من اجل الاعلاميين ضد كل من تسوَل له نفسه نكران الجميل وعضَ اليد التي تمتد له مع كل صيحة فزع يطلقها.
 
فقد أصبح لزاما على الإعلامي اليوم أن يضع حدَا لكل من يسعى إلى إخماد صوت الحقيقة وإطفاء الكلمة المضيئة حتى تدرك هذه الأصوات انها صمَاء في غياب الإعلام ولا يرى لها أثرولا يسمع لها ركز من دونه ، مادامت نفوس أصحابها تتعمَد جحود أفضال الإعلام عليها التي لاتحصى ولاتع.
 
كما اصبح من الضروري في ظل هذه الحملة المغرضة لقطاع الإعلام أن يقف الإعلاميون وقفة رجل واحد ليطالبوا الحكومة بحمايتهم من أي إعتداء قد يتعرَضون إليه ومحاسبة كل من يعتدي لفظيا او ماديا على أي إعلامي او اي مؤسسة اعلامية أثناء أدائها لعملها .
 
منال بوهاني

 

التعليقات

علِّق