أبدت نقابة موظفي الإدارة العامة لوحدات التدخل من خلال صفحتها على " فايسبوك " استياءها الشديد من تصرّفات لاعب النجم الساحلي عمار الجمل الذي اعتدى بالعنف على عون أمن سعى إلى تطبيق القانون وإخراج محب نسلّل إلى الميدان حسب ما قالت النقابة التي أكدت أن العون كان يؤدي وظيفته وهي تأمين الملاعب الرياضية . وتتمثل الحادثة حسب النقابة في دخول مشجع إلى الملعب وهو شيء مخالف للقانون فقام عون الأمن بمنعه لكن اللاعب عمار الجمل اعتدى على عون الأمن بالضرب وقام بجره وتمزيق الزيّ الرسمي له .
وأكدت النقابة أنها ستقوم برفع قضية عدلية ضد هذا اللاعب لاسترداد حقوق العون و أنها لن تتنازل عن القضية.
كما دعت النقابة إلى عدم تأمين المقابلات الرياضية حتى تقوم جامعة كرة القدم بأخذ عقوبات صارمة ضد هذا اللاعب .ودعت أيضا وزارة الداخلية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه اعوانها .
إلى هنا انتهت رواية النقابة ولابدّ من التذكير بأن اللاعب عمار الجمل قد تمادي في شطحاته لأنه لم يجد الردع اللازم من أي طرف سواء في النجم الذي لا نعتقد أن ما يأتيه لاعبه بين الحين والآخر يشرّفه ولا من الجامعة التي يبدو أنها تسارع إلى غرس رأسها في التراب كلّما تعلّق الأمر بهذا اللاعب . ولابدّ من تذكير الجميع بأن الجمل اعتدى سابقا على عون من الحماية المدنيّة جاء ليسعفه فأسعفه بالإعتداء عليه بالعنف . كما سبق لهيئة الندي الإفريقي أن قدمت شكوى ضده على اعتبار ذلك الشريط الذي ظهر فيه الجمل وهو يشتم النادي الإفريقي ورئيس النادي الإفريقي وأحباء الإفريقي. وحسب المعلومات المتوفرة فقد تم توجيه استدعاء للجمل لسماع أقواله بسوسة لكنه لم يمتثل و " تملّح " من الإستدعاء وممّن وجّه الإستدعاء .
ونظرا إلى كل هذا باتت بعض الأطراف ومنها نقابة العون المعتدى عليه ( إن صحت الرواية طبعا ) تعتقد أن عمار الجمل فوق القانون وأنه تمادى في تجاوزاته لأنه بات يشعر بأنه فعلا فوق القانون .
ولئن أعربت النقابة عن تمسّكها بتتبع الجمل وهذا طبعا حقّها فإن ما يثير الإستغراب فعلا هو موقف إدارة النجم وموقف الجامعة . فالأولى كانت وما زالت سلبية إزاء كل ما يفعله هذا اللاعب إلى درجة أنها تكاد تكون متواطئة معه أو أنها تشجعه على التمادي من خلال التغاضي عن تصرفات لا نشكّ أن كبار النجم الحقيقيين راضون عنها أو يقبلونها . أما الجامعة فإنها لم تبادر ولو في مناسبة واحدة إلى ردّ الفعل لتظهر للجميع أنها تتحكّم في الجمعيات وليست تأتمر بأوامرها مثلما يقال . ولهذا يجب على إدراة النجم أن تكون واضحة في موقفها : فإما أن تتخذ موقفا ضد لاعبها كي تعيده إلى الجادة وإلى " التواضع قليلا " وإما أن تقول للجميع إنها راضية تمام الرضا عن تصرفات ابنها المدلل . وعلى الجامعة أيضا أن تحدد موقفها : فإما أن تقول لا لأيّ تصرّف شاذ مهما كان صاحبه وإما أن تقول لنا إنها ليست " فالحة " إلا في معاقبة لاعبي الفرق الصغرى ... أما الفرق الكبرى فهي لقمة أكبر من فمها . 

جمال المالكي