أهان جماهير ليتوال في عقر الدار: عمار "غداّر" فاته القطار

أهان جماهير ليتوال في عقر الدار: عمار "غداّر" فاته القطار

بقلم شكري الشيحي

أثارت اللقطة التي أتاها اللاعب عمار الجمل تجاه جماهير ليتوال خلال المقابلة التي جمعت الفريق بإتحاد تطاوين أمس الأحد 12 ماي 2019 بالملعب الأولمبي بسوسة لحساب الجولة 20 من البطولة ، أثارت ردود أفعال عنيفة في الشارع الرياضي بتونس عامة ولدى جماهير النجم الساحلي خاصة .
وتعمّد الجمل خلال المباراة المذكورة توجيه اشارة لا أخلاقية  بأصابع يده إلى جماهير فريقه، معللا ذلك بأنها تعمدت شتم عائلته طيلة المقابلة دون أي مبرر وهو ما إعتبره غير مقبول بالمرة مشيرا إلى أن هدف هذه الفئة هو فقط التشويش على المجموعة وإفساد الأجواء الطيبة داخل الفريق.
ولئن كان تبرير اللاعب عمار الجمل " مشروع ومفهوم" باعتبار قدسية ورمزية العائلة وأنه لا أحد يشرّع لتحويل المدارج الى فضاء لهتك الأعراض أو التعدّي على الحرمات ، إلا أن الجمل أخطأ بدوره عندما ردّ على تلك المناوشات بطريقة مرفوضة ومستفزّة بل أكثر وقاحة من الجرم الذي ارتكبته بعض الجماهير .
الجمل نسي أيضا أنه قائد لفريق عريق في حجم النجم الساحلي ، ومن المفروض أن يكون مثالا يحتذى به في ضبط النفس وهدوء الأعصاب  ، لا أن يتحوّل إلى " باندي " و " ثور هائج " ويتحدّى الجماهير التي صنعت منه " نجما " ورفعته على الأعناق وساندته ودعمته وكانت وراء تألقه واحترافه في سويسرا ثم وقفت معه عندما عاد إلى النجم الساحلي .
الجمل لن يكون أول لاعب أو مسؤول يتعرض للشتم في مباراة كرة القدم ، فتاريخ ملاعبنا لا يذكر يوما أن مسؤولا معينا في النجم أو رئيسا سابقا تحدى الجماهير وشتمها أو توجه لها بإشارات لا أخلاقية رغم أن أغلب المسيرين السابقين في النجم تعرضوا للشتائم في بعض الأوقات العصيبة من مسيرتهم التسييرية..اللهم الا اذا أراد الجمل تشريع قانون الغاب في كرتنا ...
وعوض الاستهتار، فانه كان حريا بالجمل أن ينبش في تاريخ ناصع لكبارات الجمعية، فالعملاق عثمان جنيح مثلا ، ورغم أنه من خيرة ما أنجبت كرة القدم التونسية سواء كلاعبا  أو رئيسا سابقا للنجم إلا أنه رأى وسمع كلّ صنوف وأشكال الانتقادات والتجريح من جماهير النجم ، وهو نفس الحال لمعز ادريس صاحب أغلى لقب قاري للنجم ورضا شرف الدين الرئيس الأكثر تتويجا... ولعلّ القاسم المشترك الذي يجمعهم أنهم دفعوا أموالهم وصحتهم ووقتهم وجهدهم للنجم الساحلي عكس الجمل الذي تقتصر مهامه على "القبض" فقط ، وحين أخطأوا أو قصّروا أو لم تسايرهم نتائج الكرة ، تعاملوا مع انتقادات الجماهير بكلّ تحضّر ورقيّ ولم نشاهدهم يشتمون جماهيرهم أو يتوجهون لهم بلقطات منافية للأخلاق .. تلك هي جماهير كرة القدم " يوم ليك .. ويوم عليك " كما تقول الراحلة ذكرى محمد ...
الجمل خلّف آلاما كبيرة لأنصار ناديه في تاريخ مليء بالتجاوزات حتى وان حاولت بعض المنابر لغاية أو لأخرى تبييض سلوكه المشين، وفي كل مرة تنهار فيها أسهم الجمل فانه لا يجد غير ليتوال ومدارج الشنوة ملجأ له لاستعادة قليل من بريق باهت بعد هروبه الى الافريقي في مناسبة أولى..ثم امضائه سرّا مع العربي القطري وتصريحه الشهير بأنه حان الوقت ليفكّر في نفسه عوض النجم وأن ما سيتقاضاه في سنة بقطر يفوق ما يتقاضاه لعشر سنوات مع ليتوال..ومع ذلك غفرت له الجماهير مرة أخرى حين عاد في الموسم الفارط مجددا الى أولمبي سوسة رغم انه قاضى النجم قبلها بسبب المستحقات المتخلدة..
الجمل وفي مختلف المحطات فانه لم يلعب لليتوال مدة تفوق الخمس سنوات رغم كل الهالة والماكينة الاعلامية التي تريد تصويره قدّيسا..والحال ان هناته لم تنقطع رغم تصريحاته المتكررة بأنه نضج وما شابه ذلك من اللغة الخشبية..
" عمّار " لم يكن ولن يرتقي يوما الى مرتبة القادة والمجاهدين في تاريخ النجم كعبد المجيد الشتالي والحسومي وزبير بية وزياد الجزيري ورضوان الصالحي والبوعزيزي وعظومة والمرحوم البكوش وبونجاح وابراهيما كوني وحقي وغيرهم ممن سقوا أولمبي سوسة دما وعرقا ولكنهم لم يشتكوا ولم يتوجهوا بقبضة بشعة لا الى المنافس فما بالك بجماهير النجم التي احتضنتهم وصنعت أمجادهم فقابلها "الجمل" بالنكران والغيّ والصلف حتى الى درجة رفض الاعتذار..

 

التعليقات

علِّق