إلى سفيان بن حميدة : تشجيع المغرب ليس " فارينة " ولا " هزّان قفّة " إلا أذهان البعض من " النخبة " ؟
في كافة أنحاء العالم تساهم النخب في الارتقاء ببلدانهم في كافة المجالات ... كلّ حسب تخصصه ومعارفه وعلومه إلا في تونس حيث يبدو أن الشخص الذي قال ذات يوم " إن نكبتنا في نخبتنا " لم يكذب بالرغم من أن المبالغة ليست جائزة طبعا.
وفي هذا الإطار قال الصحافي سفيان بن حميدة ( وهو يعتبر نفسه من النخبة ) في تصريح إذاعي إنه سيشجّع منتخب فرنسا في لقائه مع منتخب المغرب مضيفا في هذا السياق بالحرف الواحد : " ... يزّينا من هزّان الفرينة للمغرب ".
وفي الحقيقة لا أريد أن أغوص في تفاصيل لا تنفع أحدا بل أردت أن أقول وأتساءل : من ترى " يهزّ الفارينة " أكثر... من يناصر منتخب الاستعمار والتاريخ السيّئ ضدّ منتخب شقيق أم من يناصر منتخب الأشقاء ضدّ منتخب " الشكشوكة الإفريقية " أي المنتخب الفرنسي الذي يتكوّن بنسبة 90 بالمائة على الأقل من أفارقة ؟.
أريد أن أسأل السيد سفيان : ماذا سنجني مثلا عندما نشجّع المغرب ونحن نعرف أن هذا البلد الشقيق لا يمكن له أن يقدّم لنا شيئا هذا إذا سلّمنا بمنطقك الذي نستنتج منه أن الواحد منّا لا يشجّع إلا الطرف الذي " فيه طميعة " ؟.
إن مسألة تشجيع المغرب أو أي بلد عربي أو بلد مستضعف سياسيا أو كرويّا ضد كبار كرة القدم ( وأغلبهم من كبار القوم في السياسة ) مسألة فطرية ولا علاقة لها أبدا بمسألة " الفارينة " أو " هزّان القفّة " دون أن ننسى الانتماء العرقي والديني والجغرافي الذي يدفعنا دفعا ( حتى دون أن نشعر أحيانا ) إلى مناصرة الفرق العربية بالخصوص في المحافل الكروية الكبرى.
وعلى هذا الأساس تصبح الآية معكوسة وبمعنى آخر يصبح من يشجّع فرنسا على حساب المغرب ( أو غير المغرب ) هو الذي يبدع في " الفارينة " و " هزّان القفّة " ... وأكتفي بهذا القول وأمضي.
جمال المالكي
التعليقات
علِّق