إلى رئيس الجمهورية : من خرجوا للشارع لم يكونوا مليونا و 800 ألف فحذار ممّن يتعمّدون مغالطتك

إلى رئيس الجمهورية : من خرجوا للشارع لم يكونوا مليونا و 800 ألف فحذار ممّن يتعمّدون  مغالطتك

تفاعلا مع تصريحات رئيس الجمهورية قيس سعيّد في خصوص عدد الذين خرجوا إلى الشارع يوم الأحد لمساندة مسار ما بعد 25 جويلية عبّر النائب والقيادي بالتيار الديمقراطي هشام العجبوني عن استغرابه من تصريح رئيس الجمهورية قيس سعيّد حول عدد المتظاهرين الذين خرجوا أول أمس الأحد مساندة لإجراءات 25 جويلية إذ قال " حوالي 1.800.000 خرجوا إلى الشارع في كافة أنحاء الجمهورية " معبّرين عن مساندتهم لكل ما قان به من إجراءات.

وقال العجبوني : " لو كنت مكان رئيس الجمهورية لأطردت كل من ورّطني في التصريح بأرقام و معطيات مغلوطة  ولأطردت كل الفريق المكلّف بالإعلام الذي سمح بتمريرها في المونتاج'' معتبرا  أنّ  تكرّر هذه الأخطاء يمسّ من مصداقية رئيس الجمهورية.

وفي حقيقة الأمر ليس العجبوني وحده من يقول هذا الكلام وليست المسألة متعلّقة فقط بأعداد التونسيين الذين خرجوا للمساندة يوم 3 أكتوبر. فالمسألة أعمق من هذا بكثير. وقد كنّا نبّهنا في أكثر من مرة إلى ضرورة أن يحيط الرئيس نفسه بفريق إعلامي محترف بأتم معنى الكلمة ... يقدّر المعلومة وتوقيت نشرها وكيفية نشرها ويدرك صداها لدى الناس ( العامة ) ولدى السياسيين والأطراف الخارجية .

لقد قلنا مرارا وتكرارا إن مشكل السياسيين في مجلس النواب سابقا وفي رئاسة الحكومة وفي رئاسة الجمهورية كانت اتصالية بالأساس. ويبدو واضحا أن الرئيس قيس سعيّد لم ينجح إلى حدّ اليوم في وضع فريق في مقام المرحلة يساعده ولا يعرقله ... ينصحه ولا يورّطه ... يقول له الحقيقة ولا يحجب عنه شيئا إذ علّمتنا التجارب أن حجب الحقيقة أو تزييفها أو تزيينها تعود غاليا بالوبال على أهل السلطة ولنا في ما حدث لبورقيبة وبن علي خير مثال على ما نقول.

إن المطلوب اليوم من رئيس الجمهورية وإذا أراد بالفعل أن ينفّذ برنامجه الذي أكّد أنه لإنقاذ البلاد وتطهيرها من الفاسدين والمافيا واللصوص والمجرمين أن يعيد النظر في فريقه الإعلامي . فعدد الذين خرجوا يوم الأحد الماضي ( على سبيل المثال فقط ) ليس مليونا و 800 ألف مواطن ولا يمكن أن يبلغ هذا العدد . ولا شكّ أن من صوّروا له المشهد بهذه الطريقة إما لا يعرفون حقائق الأمور وإما يتعمّدون تضخيم الواقع عسى أن ينالوا حظوة أكبر لدى الرئيس .

وفي كافة الأحوال حذار من بعض الأطراف التي لا تقول الحقيقة خوفا أو تزلّفا أو تقرّبا من الرئيس . هؤلاء هم في الواقع أخطر من أولئك الذين أشار إليهم الرئيس وقال إنهم  سيحاربهم وسيطهّر البلاد منهم مهما كانت التكاليف.

جمال المالكي

التعليقات

علِّق