للمرة الألف نسمع تصريحا من مسؤول بأحد الصناديق الاجتماعية ونلمس بكل وضوح انه " عامل مزيّة " على المتقاعدين .

 وفي  هذا السياق قال   لسعد بلغيث المدير العام المساعد للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي إن هذا الأخير يصرف شهريا 400 مليار  رواتب للمتقاعدين والأرامل   ومكفوليهم مضيفا أن الزيادة الأخيرة التي تقررت إثر الترفيع في الأجر الأدنى الصناعي المضمون ( 7 بالمائة  ) ستكلّف صندوق الضمان الاجتماعي حوالي 23 مليارا من المليمات شهريا .

أما " صرف 400  مليارا رواتب للمتقاعدين والأرامل ومكفوليهم " فهو حقّ  المتقاعدين الذين أفنوا أحلى فترات حياتهم في خدمة البلاد ... ومن خلالهم تجد أنت نفسك في هذا المنصب وتتقاضى أجرتك أيضا من خلال مساهمات عاملين سيصبحون ذات يوم متقاعدين.

وأما القول إن الزيادة ستكلّف الصندوق حوالي 23 مليارا في الشهر فيستشفّ من هذا القول أن " السيّد " يعتبر أن الصندوق هو الذي يدفع من " أموال  السيّد الوالد " ويجحد في الآن نفسه على المتقاعدين حقّهم المشروع في التمتّع بالزيادات ( رغم ضحالتها ) باستحقاق وليس مزيّة أو منّة من أحد لا من سيادته ( المدير العام المساعد ) ولا من أي مسؤول آخر بالصندوق أو من خارج الصندوق.

وبناء على ما سبق أطلب من كافة المسؤولين   بهذه الصناديق أن ينتبهوا في المستقبل إلى تصريحاتهم التي كانت للأسف الشديد مسيئة في أغلب الأحيان لهؤلاء التونسيين المتقاعدين الذين يعاني أكثر من 70 بالمائة منهم من الظلم باعتبار أنهم يتقاضون جرايات أقل من الأجر الأدنى الصناعي المضمون ... فلا تزيدوا من معاناتهم بتصريحات متعالية وتوحي بأنهم جالسون تحت الحيطان ينتظرون إعانة من الدولة.

جمال المالكي