إلى " المحلّل " رضا الجدي وبعض المتعاونين في الإعلام : نادي حمام الأنف لم يأتنا من كوكب المرّيخ

تابعت كغيري المقابلة التي انتهت منذ حين بملعب رادس بين الترجي الرياضي التونسي والنادي الرياضي لحمام الأنف وقد حسم التعادل السلبي نتيجتها النهائية كما تعلمون . لن أتحدث عن المقابلة في حد ذاتها أو عن المستوى الفنّي لها وما شابه ذلك بل سأتحدث فقط عمّا شدّ انتباهي من المعلّق هيكل الصغيّر و " المحلّل " رضا الجدي وخاصة هذا الأخير . لقد ظلّ المدرب المساعد " المخلوع " من النجم الرياضي الساحلي طوال اللقاء " يعطي النصائح " للاعبي الترجّي كي يصلوا إلى مرمى العربي الماجري ويسجّلوا الأهداف ويقول على سبيل المثال : " يجب على لاعبي وسط الترجّي أن يفعلوا كذا أو كذا إذا أرادوا تسجيل الأهداف " ..." يجب على عمار السويّح أن يغيّر من كذا أو كذا " ... " يجب على لاعبي الترجي أن يمرّوا عبر الأطراف للوصول إلى مرمى العربي الماجري " ... لقد خصص هذا " المحلل " العظيم 90 بالمائة من وقت المباراة للحديث عن الترجي ولاعبي الترجي ومدرب الترجي وفي تقديم " النصائح التي لم يسمعها أحد منهم " للاعبي الترجي ومدرّب الترجي . وحتى العشرة في المائة التي تحدث في جزء منها عن نادي حمام الأنف فقد بدا كأنّه يلومه على توخّي خطّة الدفاع التي تتماشى مع إمكاناته وهو حرّ في النهاية في اختيار الخطة التي يريد طالما أن العبرة بالنتائج مثلما يقال . وبكل صدق فقد وجدت السيد رضا الجدي منحازا كل الانحياز للترجي الرياضي دون أي موجب . فلو كان المحلل لاعبا سبقا قي الترجي وقال ما قاله رضا الجدي لهان الأمر وفهمناه . أما أن نأتي بمحلل من المفروض أن يكون موضوعيا ومحايدا فإذا به ينحاز إلى طرف دون آخر فهذا غير مقبول بكل المقاييس خاصة أن الجهاز الذي نقل المباراة جهاز عمومي هو ملك لكافة التونسيين ولا يفترض أن يتم فيه الانحياز لأي طرف على حساب أي طرف كان . ثم أريد أن أسأل السيد رضا الجدي : هل إن نادي حمام الأنف جاء من كوكب المرّيخ مثلا أو من دولة الموزمبيق الشقيقة ؟. إن هذا الحماس المفرط والإنحياز الذي قد يتحوّل بعضه إلى تحامل يمكن أن نقبله لو أن اللقاء كان بين الترجّي أو أي فريق تونسي آخر ضدّ أي فريق أجنبي . لكن أن يدور اللقاء بين فريق تونسي من العاصمة وفريق على بعد خطوتين فقط من العاصمة أي بين فريقين تونسيين لحما وشحما وعظما فإن ما أتاه رضا الجدي لا يمكن أن يقبله ذو عقل سليم في هذه البلاد . وأكتفي بهذا وأقول لكل من يراوده الشك أن يعود إلى تسجيل المباراة فقد يكتشف أنني كنت على غاية من التسامح مع رضا الجدي .
أما السيد المعلّق فيبدو أنه نسي واجب الحياد وانساق وراء ميولات المحلل وأهوائه . فقد كان لا يفوته إلا بالصبر وكاد ذات مرّة أن ينضم قصيدة غزل في لاعب الترجي غيلان الشعلاني عندما قال : " ما شاء الله عليه غيلان ... موجود في كل شبر من الميدان " ... أو عندما قال أيضا : " لا سبيل إلى المقارنة بين لاعبي الترجي ولاعبي حمام الأنف عندما نأخذهم واحدا واحدا ..." . ولعلّه في مرات نادرة جدا تفطّن إلى أنه معلّق وليس محبّا فقال ربع كلمة خير في نادي حمام الأنف الذي يبدو أن التعادل الذي انتزعه بذكاء لاعبيه ومدربه لم يعجب بعض الأطراف وأولها رضا الجدي ... وبعد هذا يقال لنا كيف تسير كرتنا يوما بعد يوم إلى الوراء ...؟
بقي ان نشير في الختام الى الحادثة الغريبة التي تعرض لها مدرب " الهمهاما " كمال الزواغي في نهاية المباراة وتحديدا خلال الندوة الصحفية ، حيث غادر أغلب الصحفيين مكان الندوة مع نهاية الكلمة التي ّألقاها مدرب الترجي عمار السويح ، ليبقى الزواغي رفقة 3 صحفيين فقط وهو ما جعله يحتج ويثور على تصرف بعض الاعلاميين و "المتعاونين " لعدم احترامهم له ولفريق الضاحية الجنوبية الذي لم يأت من كوكب اخر ليتم معاملته بهذه الطريقة التي لا تليق بمن يحترمون السلطة الرابعة .
جمال المالكي
التعليقات
علِّق