إلى المحامي منير بن صالحة : لماذا تحاول التأثير على القضاء وأنت أوّل من يعرف أن الدفاع في المحكمة وليس في الإعلام ؟

إلى المحامي منير بن صالحة : لماذا  تحاول التأثير على القضاء وأنت أوّل من يعرف أن الدفاع في المحكمة وليس في الإعلام ؟

 

ما زال الرأي العام يتابع عن كثب تطوّرات الإعتداء الذي تعرّضت له الصحافية براديو ماد سحر حامد وهي قضيّة تعهّد بها القضاء وجرت فيها الأبحاث من قبل الفرق المختصّة بعد إيقاف الفتاة المتّهمة وصديقها علما بأن المشتبه في قيامها بهذا الفعل الإجرامي  ابنة محام معروف ممّا جعل ( كالعادة ) الكثير من المحامين يلقون بأنفسهم في هذه " المعمعة " من باب التعاطف الأعمى مع زميلهم لا غير بقطع النظر عن حقيقة الأفعال والوقائع ومسؤولية كل طرف فيها .

وفي هذا الإطار لاحظنا هذا الأيام تحرّكات مكّوكية للمحامي منير بن صالحة الذي لم يترك منبرا إعلاميا أو وسيلة تواصل اجتماعي إلا وصرّح من خلالها مؤكّدا أنه محامي المتّهمة وأن لديه " أدلّة قاطعة " على براءتها ... إلى غير ذلك من  التصريحات والتدوينات التي ملأت الدنيا وشغلت الناس .
وفي الحقيقة لا نكاد نفهم " هذا السرّ العجيب " الذي يجعل هذا المحامي ( الذي يعرف القانون جيّدا من الناحية المبدئيّة ) يتصرّف هكذا إذ ليست المرة الأولى التي ينساق فيها إلى هذا النهج.
وعلى هذا الأساس فإن المسألة تطرح من جديد وملخّصها لماذا يلجأ  منير بن صالحة خاصة إلى مثل هذا الأسلوب كلّما تعلّق الأمر بقضية يمكن اعتبارها قضية رأي عام ؟؟؟.
من جهة أخرى وحتى إن   كان منير بن صالحة هو المحامي الحقيقي للمتّهمة فهل إن ذلك يجيز له تلك التصريحات المكثّفة وتلك التدوينات التي يدرك هو وقبل أي شخص آخر أن المراد منها ليس إظهار الحقيقة وإنما التأثير على القضاء وعلى مسار القضيّة وتوجيهها نحو وجهة معيّنة من خلال الضغط الإعلامي على القضاء . وهذه النقطة بالذات مرفوضة وغير مقبولة من أي شخص مهما كان . فنحن نعلم أن منير بن صالحة وعموم المحامين ينادون ( ظاهريّا على الأقل ) بقضاء مستقلّ بعيد عن أي نوع من أنواع الضغوط والتعليمات . وفي المقابل فإن ما يفعله مني بن صالحة وبعض المحامين الآخرين أيضا يدخل في إطار محاولة التأثير على القضاء ليس إلّا ... وليس لهذا الفعل مسمّى آخر.
وفي النهاية نحن لا نجحد على منير بن صالحة وغيره من المحامين حقّهم في الدفاع عن المتهمين مهما كان الفعل المنسوب إليهم . لكن في المقابل ندرك أن الدفاع من الموكّل يكون بالطرق القانونية المعروفة أي لدى القضاء وفي المحاكم حيث يمكن تقديم " قرائن البراءة " وغيرها وليس في وسائل الإعلام وعلى " فايسبوك ".
وفي النهاية نرجو من عمادة المحامين أن تتحرّك بفاعليّة لإيقاف هذه التصرفات ليس من قبل منير بن صالحة وحده بل من قبل عدد من المحامين الذين يبدو أنهم لا يلتزمون بقواعد المهنة وأسرارها وبالحدود التي ترسمها العمادة لكل منظوريها حتى لا تتحوّل الأمور إلى فوضى .
جمال المالكي

التعليقات

علِّق