إلى إدراة التلفزة الوطنية : استضافة سليم شيبوب استفزاز صارخ للكثير من التونسيين ولا شيئ أبدا يبرّره

إلى إدراة التلفزة الوطنية : استضافة سليم شيبوب استفزاز صارخ للكثير من التونسيين ولا شيئ أبدا يبرّره

 

" أوفت " التلفزة الوطنية بوعودها كاملة واستضافت مساء أمس واحدا من أكبر رموز نظام بن علي ألا وهو سليم شيبوب . وإذا كان عذر التلفزة  أن هذا الشخص " سيتحدّث عن الرياضة ومشاكلها ... وحلولها " فإن هذه " الحيلة " لا تنطلي على أي شخص له ربع حسّ ومتابع للتسلسل الزمني لما يحدث في البلاد . ودون الدخول في تفاصيل كثيرة قد لا تفيد أقول فقط لإدارة التلفزة : عن أيّة رياضة سيتحدّث وأي حلول سيقدّم ؟. ثم لماذا هو بالذات وفي هذا التوقيت بالذات ؟. صحيح أن سليم شيبوب خدم الرياضة نوعا ما على المستوى الدولي لكن ألم يكن واحدا من مخرّبيها في تونس ؟. أليس هو من زرع بذور التفرقة والأحقاد بين أكبر الفرق التونسية وخاصة بين الترجّي والنجم ؟. أليس هو من زرع " قواعد " للظلم والاستبداد الرياضي في تونس لأكثر من عقدين من الزمن تقريبا ؟. أليس هو من خلق " قانون " التحكيم حسب الطلب في هذه البلاد ؟. أليس هو من كان يأمر وينهى و يعيّن ويعزل  من يشاء من الحكّام وحتّى من بعض المسيّرين ؟. أليس هو من كان وراء طرد بعض الصحافيين من صحفهم أو إذاعاتهم بمجرّد أن نقدوا الترجّي أو أبدوا آراء في سياسته التسييريّة ؟.
ومن جهة أخرى نعتقد أن التلفزة الوطنية التي يملك كافة العاملين في هذه البلاد الحق فيها قدّمت فرصة ذهبية  لهذا الشخص ليستبله الناس مرّة أخرى . فقد فعلها سابقا عندما فتحت له بعض القنوات الخاصة وأولّها " التاسعة " منابرها  فتمسكن مثلما أراد ووصل به الأمر إلى حدّ ادّعاء أنه  " ملاك طاهر " وربّما كان من سلالة الأنبياء والقدّيسين . وهاهي تلفزة الشعب تعطي فرصة  لمن كان الشعب عنده لا يساوي شيئا  فيكذب علينا من جديد ... ويتحدّى الجميع أن يثبتوا أنه أجرم في حق أي كان في هذه البلاد ... وطبعا نحن صدّقناه وكدنا نذرف الدموع " حيار " من كثرة  ما أثّر فينا صدقه . ولعلّ ما لم يخف عمّن تابعوا أمس الإستضافة  أن " السيّد " أصبح يتدخّل حتّى في أسئلة المنشّطة فطلب منها الكفّ عن استعمال وصف " المخلوع "  بطريقة تدلّ على أنه لم يتخلّص من عقدة التعالي على الناس وعقدة إعطاء الأوامر وغيرهما من العقد التي لا نظنّ انها ستزول .
ويبقى في كل الحالات أن هذه الاستضافة ليست في محلّها ولا شيء يبررها مطلقا اللّهم إلّا إذا ما انخرطت التلفزة الوطنية رسميا في الدفاع عن مشروع قانون المصالحة مثلما فعلت ذلك بعض القنوات والإذاعات والجرائد والمجلات . وحتى في هذه الحالة فإن من حقّنا أن نحتجّ لأننا لا نعتقد أن التلفزة ناقل رسمي لوجهات نظر أطراف السلطة وأن على المشرفين عليها أن يفرّقوا بين الإعلام العمومي وإعلام السلطة ( أو الحكومي ) . ومثلما قلنا في البداية فإن ظهور سليم شيبوب في التلفزة الوطنية العمومية استفزاز لجانب كبير من هذا الشعب ليس إلّا .
جمال المالكي 

التعليقات

علِّق